" صفحة رقم ٩٩ "
ٌ من قبلك ( فعزى نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم )، ) وإلى الله تُرجع الأُمور }
فاطر :( ٥ ) يا أيها الناس.....
) يا أيها الناس إنّ وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور (، قراءة العامة بفتح الغين، وهو الشيطان، وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن حبيش قال : حدّثنا أبو القاسم بن الفضل قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا أحمد بن يزيد المقري عن محمد بن المصفى عن أبي حياة، قرأ :) ولا يغرنكم بالله الغرور ( برفع الغين، وهي قراءة ابن السماك العدوي يدل عليه وماحدثنا.
قال : أخبرناعبد الله بن حامد محمد بن خالد قال : أخبرنا داوُد بن سليمان قال : أخبرنا عبد بن حميد عن يحيى بن عبد الحميد عن ابن المبارك عن عبد الله بن عقبة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير :) فلا يغرنّكم بالله الغرور ( قال : أن يعمل المعصية ويتمنّى العفو.
فاطر :( ٦ ) إن الشيطان لكم.....
) إنّ الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً ( : فعادوه ولا تطيعوه ) إنما يدعو حزبه ( : أشياعه وأولياءه ) ليكونوا من أصحاب السعير ( ليسوقهم إلى النار، فهذه عداوته ثم بيّن حال موافقيه ومخالفيه فقال عزّ من قائل :
فاطر :( ٧ ) الذين كفروا لهم.....
) الذين كفروا لهم عذابٌ شديدٌ والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبير (.
فاطر :( ٨ ) أفمن زين له.....
قوله :) فمن زين له ( أي شُبّة وموّه وحُسّنَ له ) سوء ( : قبح عمله وفعله ) فرآه حسناً ( زين ذلك الشيطان بالوسواس ونفسه تميله إلى الشبهة وترك النظر في الحجة المؤدية إلى الحق، والله سبحانه وتعالى يخلقه ذلك في قلبه، وجوابه محذوف مجازه : أفمن زين له سُوء عمله كمن لم يزين له سوء عمله ورأى الحق حقاً والباطل باطلاً ؟ نظيره قوله :) أفمن هو قائمٌ على كل نفس بما كسبت (، وقوله ) أمن هو قانت ( ونحوها.
وقيل : معناه : أفمن زين له سوء عمله فأضلّه الله كمن هداه ؟ دليله قوله :) فإن الله يُضلُّ من يشاء ويهدي من يشاء (.
وقيل : معناه تحت قوله :) فلا تذهب نفسك عليهم حسرات (، فيكون معناه : أفمن زُيّن له سوء عمله فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة، أي تتحسف عليه ؟ فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وقال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير، مجازه : أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسناً فلا تُذهب نفسك عليهم حسرات فإنّ الله يُضلّ من يشاء ويهدي من يشاء، والحسرة : شدة الحزن على ما فات من الأمر.
وقراءة العامة :( تذهَبَ نفسُك ) : بفتح الباء والهاء وضم السين، وقرأ أبو جعفر بضم التاء وكسر الهاء وفتح السين، ومعنى الآية : لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إذ لم يؤمنوا، نظيره ) لعلك باخعٌ نفسك (.


الصفحة التالية
Icon