" صفحة رقم ١١٢ "
بعضه ببعض، ومعناه : كانوا قليلا من الليل الذي يهجعون، أي كانوا قليلا من الليل هجوعهم ؛ لأنّ ( ما ) إذا اتصل به الفعل، صار في تأويل المصدر كقوله :) بما ظلموا ( أي بظلمهم، وجعله بعضهم صلة، أي كانوا قليلا من الليل يهجعون.
قال محمد بن علي :( كانوا لا ينامون حتى يصلّوا العتمة )، وقال أنس بن مالك : يصلّون ما بين المغرب والعشاء، وقال مطرف : قلّ ليلة تأتي عليهم لا يصلّون فيها لله سبحانه، إما من أوّلها، وإما من أوسطها، وقال الحسن : لا ينامون من الليل إلاّ أقلّة، وربما نشطوا فمدّوا إلى السحر.
الذاريات :( ١٨ - ١٩ ) وبالأسحار هم يستغفرون
) وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم (، قال ابن عباس وسعيد بن المسيب : السائل : الذي يسأل الناس، والمحروم : المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم.
وقال قتادة والزهري : السائل الذي يسألك، والمحروم : المتعفف الذي لا يسألك، وقال إبراهيم : هو الذي لا سهم له في الغنيمة، يدلّ عليه ما روى سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسين بن محمد أنّ رسول الله ( ﷺ ) بعث سريّة فغنموا، فجاء قوم لم يشهدوا الغنيمة، فنزلت هذه الآية، وقال عكرمة : المحروم : الذي لا ينمي له مال، وقال زيد بن أسلم : هو المصاب بثمره أو زرعه أو نسل ماشيته.
أخبرني الحسن بن محمد، قال : حدّثنا محمد بن علي بن الحسن الصوفي قال : حدّثنا الحسن بن علي الفارسي قال : حدّثنا عمرو بن محمد الناقد قال : حدّثنا يزيد بن هارون قال : حدّثنا محمد بن مسلم الطائفي عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي : المحروم صاحب الحاجة، ثم قرأ :) إنّا لمغرمون بل نحن محرومون (، ونظيره في قصة ضروان ) بل نحن محرومون (، وأخبرنا الحسين قال : حدّثنا عمر بن أحمد بن القاسم قال : حدّثنا محمد بن أيوب قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدّثنا عبد (... ) عن شعبة عن عاصم يعني الأحول عن أبي قلابة، قال : كان رجل من أهل اليمامة له مال، فجاء سيل فذهب بماله، فقال رجل من أصحاب النبي ( ﷺ ) هذا المحروم فاقسموا له.
وقال الشعبي : أعناني أن أعلم ما المحروم، لقد سألت عن المحروم منذ سبعين سنة، فما أنا اليوم بأعلم مني من يومئذ.