" صفحة رقم ١٦٥ "
القمر :( ١٤ ) تجري بأعيننا جزاء.....
) تجري بأعيننا ( أي بمرأى منّا. مقاتل بن حيان : بحفظنا، ومنه قول الناس للدموع : عين الله عليك. مقاتل بن سليمان : بوحينا. سفيان : بأمرنا. ) جزاء لمن كان كفر ( يعني فعلنا ذلك ثواباً لنوح، ومجاز الآية : لمن جحد وأنكر وكفر بالله فيه، وجعل بعضهم ) من ( هاهنا بمعنى ( ما )، وقال معناه : جزاء لمن كان كفر من أيادي الله ونعمائه عند الذين غرقهم، وإليه ذهب ابن زيد، وقيل : معناه عاقبناهم لله ولأجل كفرهم به.
وقرأ مجاهد ) جزاء لمن كان كفر ( بفتح الكاف والفاء يعني كان الغرق جزاء لمن يكفر بالله، وكذب رسوله فأهلكهم الله.
وما نجا من الكفّار من الغرق غير عوج بن عنق كان الماء إلى حجزته، وكان السبب في نجاته على ما ذكر أن نوحاً ج احتاج إلى خشب ساج للسفينة فلم يمكنه نقلها، فحمل عوج تلك الخشبة إليه من الشام. فشكر الله تعالى ذلك له ونجّاه من الغرق.
القمر :( ١٥ ) ولقد تركناها آية.....
) ولقد تركناها ( يعني السفينة ) آية ( عبرة.
قال قتادة : أبقاها الله بباقردى من أرض الجزيرة عبرة وآية، حتى نظرت إليها أوائل هذه الأُمة نظراً، وكم من سفينة كانت بعدها قد صارت رمداً. ) فهل من مدّكر ( متّعظ معتبر وخائف مثل عقوبتهم.
القمر :( ١٦ ) فكيف كان عذابي.....
) فكيف كان عذابي ونذر ( أي إنذاري. قال الفرّاء : الإنذار والنذر مصدران تقول العرب : أنذرت إنذاراً ونذراً، كقولك : انفقت إنفاقاً ونفقة، وأيقنت إيقاناً ويقيناً.
القمر :( ١٧ ) ولقد يسرنا القرآن.....
) ولقد يسّرنا ( سهّلنا وهونّا ) القرآن للذكر ( اي ليتذكر ويُعتبر به ويتفكر فيه، وقال سعيد ابن جبير : يسّرنا للحفظ ظاهراً، وليس من كتب الله كتاباً يقرأ كله ظاهراً إلاّ القرآن. ) فهل من مدّكر ( متّعظ بمواعظه.
أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين، قال : حدّثنا موسى بن محمد بن علي، قال : حدّثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه قال : حدّثنا أبو عمير بن النحاس ببيت المقدس، قال : حدّثنا ضمرة بن ربيعة عن عبدالله بن شوذب عن مطر الوراق في قول الله سبحانه ) فهل من مدّكر ( قال : هل من طالب علم فيعان عليه.
القمر :( ١٨ - ١٩ ) كذبت عاد فكيف.....
) كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر إنّا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس ( شؤم وشرّ ) مستمر ( وكان يوم الأربعاء، مستمر : شديد ماض على الصغير والكبير فلم تُبقِ منهم أحداً إلاّ أهلكته، وقرأ هارون الاعور ) نحِس ( بكسر الحاء.
القمر :( ٢٠ ) تنزع الناس كأنهم.....
) تنزع الناس ( تقلع الناس ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدقّ رقابهم، قال ابن إسحاق : لمّا هاجت الريح قام نفر من عاد سبعة يسمى لنا منهم ستّة من أشدّ عاد وأجسمها منهم : عمرو بن