" صفحة رقم ١٦٨ "
بلال خير الناس وابن الأخير
إنّما يقولون : خير وشر. قال الله عز وجل ) كنتم خير أمة ( وقال سبحانه ) بل أنتم شر مكاناً (.
القمر :( ٢٧ ) إنا مرسلو الناقة.....
) إنّا مرسلوا الناقة ( باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا ) فتنة ( محنة ) لهم فارتقبهم ( وانتظرهم وننظر ما هم صانعون ) واصطبر ( واصبر على ظلمهم وأذاهم، ولا تعجل حتى يأتيهم أمري، واصطبر : افتعل من الصبر، وأصل ( الطاء ) فيه ( تاء ) فحوّلت ( طاء ) لأجل ( الصاد ).
القمر :( ٢٨ ) ونبئهم أن الماء.....
) ونبّئهم أنّ الماء قسمة بينهم ( وبين الناقة بالسويّة لها يوم ولهم يوم، وإنّما قال : بينهم ؛ لأن العرب إذا أخبرت عن بني آدم وعن البهائم غلّبوا بني آدم على البهائم. ) كل شرب ( نصيب من الماء ) محتضر ( يحضره من كانت نوبته، فإذا كان يوم الناقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم، وقال مجاهد : يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة، وإذا جاءت حضروا اللبن.
القمر :( ٢٩ ) فنادوا صاحبهم فتعاطى.....
) فنادوا صاحبهم ( قدار بن سالف وكان أشقر ؛ ولذلك قيل له : أشقر ثمود ) فعقر ( فتناول الناقة بسيفه فعقرها، ولذلك سمّيت العرب الجزار قداراً تشبيها به، وقال الشاعر :
إنّا لنضرب بالسيوف رؤوسهم
ضرب القدار نقيعة القدام
القمر :( ٣٠ ) فكيف كان عذابي.....
) فكيف كان عذابي ونذر ( ثم بيّن عذابهم فقال عز من قائل :
القمر :( ٣١ ) إنا أرسلنا عليهم.....
) إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ( قرأ الحسن وقتادة بفتح ( الظاء ) أراد الحظيرة، وقرأ الباقون بكسر ( الظاء ) أرادوا صاحب الحظيرة.
قال ابن عباس : هو أن الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشجر والشوك دون السباع، فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم، وقال قتادة : يعني كالعظام النخرة المحترقة وهي رواية العوفي عن ابن عباس ورواية أبي ظبيان عنه أيضاً، كحشيش يأكله الغنم، وقال سعيد بن جبير : هو التراب الذي يتناثر من الحائط. ابن زيد : هو الشجر البالي الذي تهشّم حتى ذرّته الريح، والعرب تسمّي كل شيء كان رطباً فيبس هشيماً.
القمر :( ٣٢ ) ولقد يسرنا القرآن.....
) ولقد يسّرنا ( هوّنا عليهم ) القرآن للذكر فهل من مدّكر }
القمر :( ٣٣ - ٣٤ ) كذبت قوم لوط.....
) كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصباً ( ريحاً ترميهم بالحصباء، وهي الحصى، وقال بعضهم : هو الحجر نفسه.
قال الضحّاك : يعني صغار الحصى، والحاصب والحصب والحصباء هي الحجر الذي