" صفحة رقم ١٨٩ "
الله سبحانه لهم خلقاً جديداً، فيلقون في النار فذلك قوله سبحانه :) يطوفون بينها وبين حميم آن ( ) فبأي آلاء ربكما تكذّبان (
الرحمن :( ٤٦ - ٤٧ ) ولمن خاف مقام.....
) ولمن خاف مقام ربّه ( أي مقامه بين يدي ربّه، وقيل : قيامه لربه، بيانه قوله :) يوم يقوم الناس لرب العالمين (، وقيل : قيام ربّه عليه، بيانه قوله :) أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ( قال إبراهيم ومجاهد : هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر الله تعالى فيدعها من مخافة الله. قال ذو النون : علامة خوف الله أن يؤمنك خوفه من كل خوف، وقال السدّي : شيئان مفقودان الخوف المزعج والشوق المقلق.
) جنتان ( بستانان من الياقوت الأحمر، والزبرجد الأخضر، ترابهما الكافور والعنبر وحمأتهما المسك الأذفر، كل بستان منهما مسيرة مائة سنة، في وسط كلّ بستان دار من نور.
قال محمد بن علي الترمذي : جنة بخوفه ربّه، وجنّة بتركه شهوته. قال مقاتل : هما جنّة عدن وجنّة النعيم، وقال أبو موسى الأشعري : جنّتان من ذهب للسابقين، وجنتان من فضة للتابعين.
وروي أن رسول الله ( ﷺ ) قال لأصحابه :( هل تدرون ما هاتان الجنتان ؟، هما بستانان في بساتين، قرارهما ثابت، وفرعهما ثابت، وشجرهما ثابت ).
وأخبرني عقيل إجازة قال : أخبرنا المعافى قراءة قال : أخبرنا محمد بن جرير الطبري قال : حدّثني محمد بن موسى الجرشي قال : حدّثنا عبدالله بن الحرث القرشي قال : حدّثنا شعبة بن الحجاج قال : حدّثنا سعيد الحريري عن محمد بن سعد عن أبي الدرداء قال : قرأ رسول الله ( ﷺ ) ) ولمن خاف مقام ربه جنتان ( فقلت : وإن زنى وإن سرق ؟، قال :( وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء ).
) فبأي آلاء ربكما تكذّبان (
الرحمن :( ٤٨ - ٤٩ ) ذواتا أفنان
) ذواتا أفنان ( قال ابن عباس : ألوان، وواحدها فن وهو من قولهم : افتنّ فلان في حديثه إذا أخذ في فنون منه وضروب، قال الضحاك : ألوان الفواكه. مجاهد : أغصان وواحدها فنن. عكرمة : ظل الأغصان على الحيطان. الحسن : ذواتا ظلال، وهو كقوله :) وظل ممدود (. ( قال ) الضحاك أيضاً : ذواتا أغصان وفصول. قال : وغصونها كالمعروشات تمسّ بعضها بعضاً، وهي رواية العوفي عن ابن عباس. ( قال ) قتادة : ذواتا فضل وسعة على ما سواهما. ( قال ) ابن كيسان : ذواتا أصول.
) فبأي آلاء ربكما تكذبان (
الرحمن :( ٥٠ - ٥١ ) فيهما عينان تجريان
) فيهما عينان تجريان ( قال ابن عباس : بالكرامة والزيادة على أهل الجنة، وقال الحسن : تجريان بالماء الزلال، إحداهما التسنيم والأُخرى السلسبيل