" صفحة رقم ٢٦٠ "
) وإذا قيل انشزوا فانشزوا ( قرأ عاصم وأهل المدينة والشام بضم الشينين، وقرأ الآخرون بكسرهما. وهما لغتان، يعني وإذا قيل لكم : قوموا وتحرّكوا وارتفعوا وتوسّعوا لإخوانكم فافعلوا.
وقال أكثر المفسّرين : معناه : وإذا قيل لكم : انهضوا إلى الصلاة والجهاد والذكر وعمل الخير أي حق كان فانشزوا ولا تقصّروا.
قال عكرمة والضحاك : يعني إذا نودي للصلاة فقوموا لها، وذلك أن رجالا تثاقلوا عن الصلاة إذا نودي لها، فأنزل الله سبحانه هذه الآية.
وقال ابن زيد : هذا في بيت رسول الله ( ﷺ ) وذلك أن كلّ رجل منهم كان يحبّ أن يكون آخر عهده رسول الله، فقال الله سبحانه :) وإذا قيل انشزوا ( عن النبيّ ( ﷺ ) وأنّ له حوائج ) فانشزوا ( ولا تطلبوا المكث عنده
) يرفع الله الذين آمنوا منكم ( بطاعتهم رسول الله وقيامهم من مجالسهم وتفسّحِهم لإخوانهم ) والذين أوتوا العلم ( منهم بفضل علمهم وسابقتهم ) درجات ( فأخبر الله سبحانه أنّ رسول الله ( ﷺ ) مصيب فيما أُمر وأنّ أولئك المؤمنين مثابون فيما ائتمروا، وأنّ النفر من أهل بدر مستحقّون لما عوملوا من الإكرام ) والله بما تعملون خبير (.
وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عامر البلخي قال : حدّثنا القاسم ابن عبّاد قال : حدّثنا صالح بن محمّد الترمذي قال : حدّثنا المسيّب بن شريح، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن قال : قرأ ابن مسعود هذه الآية ) يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ( فقال : أيّها الناس، افهموا هذه الآية ولِتَرَغّبكم في العلم فإن الله سبحانه يقول : يرفع الله المؤمن العالم فوق الذي لا يعلم درجات.
وأنبأني عبد الله بن حامد قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه قال : أخبرنا صالح ابن مقاتل، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( ﷺ ) ( فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبيّ ( ﷺ ) على العالم درجة، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وفضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناهم ).
وقال رسول الله ( ﷺ ) ( من جاءته منّيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة واحدة ).