" صفحة رقم ٢٦٤ "
إنّ حزب الشيطان هم الخاسرون إنّ الذين يحادّون الله ورسوله أُولئك في الأذلّين ( : الأسفلين.
المجادلة :( ٢١ ) كتب الله لأغلبن.....
) كتب الله ( : قضى الله سبحانه ) لأغلبنّ أنا ورسلي (، وذلك أنّ المؤمنين قالوا : لئن فتح الله لنا مكّة وخيبر وما حولها فإنّا لنرجو أن يظفرنا الله على الروم وفارس. فقال عبد الله بن أُبىّ : أتظنّون الروم وفارس كبعض القرى التي غلبتم عليها ؟ والله لهم أكثر عدداً وأشدّ بطشاً من ذلك. فأنزل الله سبحانه :) كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قويٌّ عزيز ( نظيره قوله سبحانه :) ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون (.
المجادلة :( ٢٢ ) لا تجد قوما.....
) لا تجد قوماً يؤمنون بالله ( الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة. وسنذكر القصة في سورة الامتحان إن شاء الله.
وقال السدّي : نزلت في عبد الله بن عبد الله بن أُبي، وذلك أنّه كان جالساً إلى جنب رسول الله ( ﷺ ) فشرب رسول الله ( عليه السلام ) الماء، فقال عبد الله : يا رسول الله، أبقِ فضلة من شرابك. قال :( وما تصنع بها ) ؟ قال : أسقيها أبي لعلّ الله يطهّر قلبه.
ففعل فأتى بها أباه، فقال : ما هذا ؟ قال من شراب رسول الله ( عليه السلام ) جئتك بها لتشربها لعلّ الله سبحانه وتعالى يطهّر قلبك. فقال أبوه : هلاّ جئتني ببول أُمّك. فرجع إلى النبي ( عليه السلام )، فقال : يا رسول الله، ائذن لي في قتل أبي. فقال رسول الله ( ﷺ ) ( بل ترفّق به وتحسّن إليه ).
وقال ابن جريح : حدّثت أنّ أبا قحافة سبّ النبي ( ﷺ ) فصكّه أبو بكر صكّة سقط منها، ثم ذكر ذلك للنبيّ ( عليه السلام ) فقال :( أوَفعلته ؟ ). فقال : نعم. قال :( فلا تعد إليه )
فقال أبو بكر ح : والله لو كان السيف منّي قريباً لقتلته، فأنزل الله سبحانه هذه الآية :) يوادّون من حادّ الله (.
وروى مقاتل بن حيّان، عن مرّة الهمذاني، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية :) ولو كانوا آباءهم ( يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد ) أو أبناءهم ( يعني أبا بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز، وقال : يا رسول الله : دعني أكرّ في الرعلة الأولى. فقال له رسول الله :( متّعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنّك عندي بمنزلة سمعي وبصري ؟ )


الصفحة التالية
Icon