" صفحة رقم ٢٩٥ "
) فامتحنوهن ( قال ابن عباس : إمتحانهن أن يستحلفهن ماخرجت من بغض زوح وما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض وما خرجت التماس دنياً وما خرجت إلاّ حبّاً لله ورسوله، فاستحلفها رسول الله ( ﷺ ) ما خرجت بغضاً لزوجها ولا عشقاً لرجل منا وما خرجت إلا رغبة في الإسلام، فحلفت بالله الذي لا اله الا هو على ذلك، فأعطى رسول الله ( ﷺ ) مهرها وما أنفق عليها ولم يردها عليه، فتروّجها عمر، فكان رسول الله ( ﷺ ) يردّ من جاء من الرجال ويحبس من جاءه من النساء إذا امتحن ويعطي أزواجهن مهورهن، فلذلك قوله سبحانه :) فإنْ عَلمتوهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لاهنّ حلّ لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهن ( يعني أزواجهن الكفار ما انفقوا عليهن من المهر ) ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ( مهورهن وأن كنّ لهنَّ أزواج كفار في دار الكفر ؛ لأنَّه فرّق بينهما الإسلام إذا استبرئت أرحامهن.
) ولا تمسكوا ( قراءة العامة بالتخفيف من الإمساك، وتكون الباء صلة مجازه : ولا تمسكوا عصم الكوافر وقرأ الحسن أبو عمرو ويعقوب وأبو حاتم بالتشديد من التمسّك وقال : مسكت بالشيء وتمسّكت به، والعصم جمع العصمة وهي ما اعتصم به من العقد والمسك، والكوافر : جمع كافرة. نهى الله المؤمنين عن المقام على نكاح المشركات، وأمرهم بفراقهن قال ابن عباس : يقول لا تأخذوا بعقد الكوافر ممن كانت له أمرأة كافرة بمكة فلا يعتدن بها فقد أنقطعت عصمتها منه وليست له بامرأة، وإن جاءتكم أمرأة مسلمة من أهل مكّة ولها بها زوج كافر فلا تعتدن به فقد أنقطعت عصمته منها.
قال الزهري : فلما نزلت هذه الآية طلّق عمر بن الخطاب ح أمرأتين كانتا له بمكّة مشركتين قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة فتزوّجها بعده معاوية بن أبي سفيان وهما على شركهما بمكة والأخرى أم كلثوم بنت عمر بن حروا الخزاعية أم عبد الله بن عمر، فتزوجها أبو جهم بن حذافة بن غانم رجل من قومه وهما على شركهما، وكانت عند طلحة بن عبيد الله بن عثمان ابن عمرو التيمي أروى بنت ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب ففرّق بينهما الإسلام حين نهى القرآن عن التمسك بعصم الكوافر، وكان طلحة قد هاجر وهي بمكة على دين قومها ثم تزوّجها في الإسلام بعد طلحة خالد بن سعيد بن العاص بن أُمية بن عبد شمس، فكانت ممن فرّ إلى رسول الله ( ﷺ ) من نساء الكفار فحبسهما وزوّجها خالداً، وأميمة بنت بشر كانت عند ثابت بن الدحداحة ففرّت منه وهو يومئذ كافر إلى رسول الله ( ﷺ ) فزوجها رسول الله ( ﷺ ) سهل بن حنيف، فولدت عبد الله بن سهل.
قال الشعبي : وكانت زينب بنت رسول الله ( ﷺ ) إمرأة أبي العاص بن الربيع فأسملت


الصفحة التالية
Icon