" صفحة رقم ٣٥٩ "
النار فتشهق إليه النار شهيق البغلة إلى الشعير، ثمّ تزفر زفرة لا يبقى أحدٌ إلاّ خاف.
الملك :( ١٢ - ١٤ ) إن الذين يخشون.....
) إنّ الذين يخشون ربّهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسرّوا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (.
قال ابن عباس : نزلت في المشركين، كانوا ينالون من رسول الله ( ﷺ ) فيخبره جبرائيل ما قالوا فيه ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض : أسرّوا قولكم كي لا يسمع إله محمد. وقال أهل المعاني : إن شئت جعلت ( من ) في قوله :) من خلق ( اسماً للخالق ؟ فقلت : ألا يعلم الخالق ما في الصدور وهو اللطيف الخبير، وإن شئت جعلته اسماً، فقلت : ألا يعلم الله مخلوقه.
أخبرنا الفنجوي حدّثنا موسى بن الحسن بن علويّة حدّثنا عيسى بن إسماعيل بن عيسى بن المسيّب، قال : بينا رجل واقف بالليل في شجر كثير وقصفت الريح فوقع في نفس الرجل فقال : أترى الله يعلم ما يسقط من هذه الورق ؟ فنودي من خلفه : ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير ؟
وروى محمد بن فضيل عن زرين عن ابن أبي أسماء أنّ رجلا دخل غيضة فقال : لو خلوت هاهنا للمعصية مَنْ كان يراني ؟ قال : فسمع صوتاً ملأ ما بين لا يتي الغيضة، ألا يعلم مَنْ خلق وهو اللطيف الخبير ؟
الملك :( ١٥ ) هو الذي جعل.....
) هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا ( سهلا مُسخّرة لا تمتنع ) فامشوا في مناكبها ( قال ابن عباس وقتادة : في جبالها، ضحاك : في آكامها، مجاهد : طرقها وفجاجها، وقال الكلبي : أطرافها، الفرّاء : في جوانبها، مقاتل : نواحيها، الحسن : سهلها حيث أردتم فقد جعلها لكم ذلولا لا تمتنع، وأصل المنكب الجانب ومنه منكب الرجل، والريح النكاب، وتنكب فلان.
) وكلوا من رزقه ( الحلال ) وإليه النشور (
الملك :( ١٦ ) أأمنتم من في.....
) ءَأمنتم مَنْ في السماء ( وقال ابن عباس : أمنتم عذاب مَنْ في السماء أن عصيتموه. وقيل : معنى ) أمنتم مَنْ في السماء ( : قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته، وقيل : إنّما قال :) مَنْ في السماء ( لأنّهم كانوا يعترفون بأنّه إله السماء، ويزعمون إنّ الأصنام آلهة الأرض، وكانوا يدعون الله من جهة السماء، وينتظرون نزول أمره بالرحمة والسطوة منها.
وقال المحقّقون : معنى قوله :) في السماء ( أي فوق السماء كقوله تعالى :) فسيحوا في الأرض (، أي فوقها لا بالمماسة والتحيز ولكن بالقهر والتدبير