" صفحة رقم ٦٥ "
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ( ٢
الفتح :( ٢٨ ) هو الذي أرسل.....
) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً ( أنّك نبي صادق فيما تخبر، ونصب ) شهيداً ( على التفسير وقيل : على الحال، والقطع، ثمّ قال :
الفتح :( ٢٩ ) محمد رسول الله.....
) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ( تمّ الكلام هاهنا، ثمّ قال مبتدئاً :) وَالَّذِينَ مَعَهُ ( ( الواو ) فيه ( واو ) الاستئناف ) والَّذِينَ ( في محل الرفع على الابتداء ) أَشِدَّاءُ ( غلاظ ) عَلَى الْكُفَّارِ ( لا تأخذهم فيهم رأفة. ) رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ( متعاطفون متوادّون بعضهم على بعض كقوله تعالى :) أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ( ) تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنْ اللهِ ( أن يدخلهم جنّته ) وَرِضْوَاناً ( أن يرضى عنهم. ) سِيمَاهُمْ ( علامتهم ) فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ( واختلف العلماء في هذه السيماء، فقال قوم : هو نور وبياض في وجوههم يوم القيامة، يعرفون بتلك العلامة، أنّهم سجدوا في الدُّنيا، وهي رواية العوفي، عن ابن عبّاس، وقال عطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس : استنارت وجوههم من كثرة ما صلّوا.
وقال شهر بن حوشب : تكون مواضع السجود من وجوههم، كالقمر ليلة البدر. قال آخرون : السمتُ الحسن، والخشوع، والتواضع، وهو رواية الوالبي عن ابن عبّاس، قال : أما إنّه ليس بالذي ترون، ولكنّه سيماء الإسلام وسجيّته، وسمته وخشوعه، وقال منصور : سألت مجاهداً عن قوله سبحانه وتعالى :) سِيْمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم (، أهو الأثر يكون بين عينيّ الرجل ؟ قال : لا ربّما يكون بين عينيّ الرجل، مثل ركبة العنز، وهو أقسى قلباً من الحجارة، ولكنّه نور في وجوههم من الخشوع، وقال ابن جريج : هو الوقار، والبهاء، وقال سمرة بن عطية : هو البهج، والصُفرة في الوجوه، وأثر السهرة. قال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى، وما هم بمرضى، وقال الضحّاك : أمّا إنّه ليس بالندب في الوجوه، ولكنّه الصُفرة.
وقال عكرمة، وسعيد بن جبير : هو أثر التراب على جباههم. قال أبو العالية : يسجدون على التراب لا على الأثواب، وقال سفيان الثوري : يصلّون بالليل، فإذا أصبحوا رؤي ذلك في وجوههم، بيانه قوله : صلّى الله عليه وسلّم :( من كثر صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ).
قال الزهري : يكون ذلك يوم القيامة، وقال بعضهم : هو ندب السجود، وعلته في الجبهة من كثرة السجود


الصفحة التالية
Icon