" صفحة رقم ٧٧ "
أما كان عباد كفياً لدارم
يلي ولأبيات بها الحجرات
يعني يلي ولبني هاشم.
) أَكْثَرُهُمْ ( جهلاء ) لاَ يَعْقِلُونَ }
الحجرات :( ٥ ) ولو أنهم صبروا.....
) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ( لأنّك كنت تعتقهم جميعاً، وتطلقهم بلا فداء. ) وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( أخبرنا ابن منجويه، قال : حدّثنا عبدالله بن يوسف، قال : حدّثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي، قال : حدّثني هاشم بن القاسم الحراني، قال : حدّثني يعلى بن الأشدق، قال : حدّثني سعد بن عبدالله، أنّ النبيّ ( ﷺ ) سُئل عن قول الله سبحانه :) إنَّ الّذين ينادونك من وراء الحجرات ( قال :( هم الجفاة من بني تميم، لولا أنّهم من أشدّ الناس قتالاً للأعور الدجّال، لدعوت الله عزّ وجلّ أن يهلكهم ).
الحجرات :( ٦ ) يا أيها الذين.....
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإ ( الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، بعثه رسول الله ( ﷺ ) إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدّقاً، وكان بينه، وبينهم عداوة في الجاهلية، فلمّا سمع به القوم تلقوه تعظيماً لأمر رسول الله ( ﷺ ) فحدّثه الشيطان أنّهم يريدون قتله، فهابهم، فرجع من الطريق إلى رسول الله ( ﷺ ) فقال : إنّ بني المصطلق، قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي، فغضب رسول الله، وهمّ أن يغزوهم، فبلغ القوم رجوعه، فأتوا رسول الله ( ﷺ ) وقالوا : يا رسول الله سمعنا برسولك، فخرجنا نتلقّاه، ونكرمه، ونؤدّي إليه ما قِبلنا من حقّ الله، فبدا له في الرجوع، فخشينا أن يكون إنّما ردّه من الطريق كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، وإنّا نعوذ بالله من غضبه، وغضب رسوله، فأبهمهم رسول الله ( ﷺ ) وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر، وأمره أن يخفي عليهم قدومه.
وقال له :( انظر، فإن رأيت منهم ما يدلّ على إيمانهم، فخذ منهم زكاة أموالهم، وإن لم ترَ ذلك، فاستعمل فيهم ما يُستعمل في الكفّار ).
ففعل ذلك خالد ووافاهم، فسمع منهم آذان صلاتي المغرب والعشاء، فأخذ منهم صدقاتهم، ولم ير منهم إلاّ الطاعة، والخير، فانصرف خالد إلى رسول الله، وأخبره الخبر، فأنزل الله سبحانه :) يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ ( يعني الوليد بن عقبة بن أبي معيط سمّاه الله فاسقاً، نظيره ) أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون (، قال سهل بن عبدالله وابن زيد : الفاسق الكذّاب. أبو الحسين الورّاق : هو المعلن بالذنب، وقال ابن طاهر وابن زيد : الفاسق الذي لا يستحي من الله سبحانه