وقال مجاهد رحمه الله: غير باغ على إمام ولا عاد في المعصية طريق الحق (أخرج هذا عن مجاهد البيهقي في المعرفة والسنن وابن أبي شيبة وابن المنذر وغيرهم. انظر: الدر المنثور ١/٤٠٨).
وأما الابتغاء فقد خص بالاجتهاد في الطلب، فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود نحو: ﴿ابتغاء رحمة من ربك﴾ [الإسراء/٢٨]، و ﴿ابتغاء وجه ربه الأعلى﴾ [الليل/٢٠]، وقولهم: ينبغي مطاوع بغى. فإذا قيل: ينبغي أن يكون كذا؟ فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل، نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، والثاني: على معنى الاستئهال، نحو: فلان ينبغي أن يعطى لكرمه، وقوله تعالى: ﴿وما علمناه الشعر وما ينبغي له﴾ [يس/٦٩]، على الأول، فإن معناه لا يتسخر ولا يتسهل له، ألا ترى أن لسانه لم يكن يجري به، وقوله تعالى: ﴿وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي﴾ [ص/٣٥].
بقر
- البقر واحدته بقرة. قال الله تعالى: ﴿إن البقر تشابه علينا﴾ [البقرة/٧٠]، وقال: ﴿بقرة لا فارض ولا بكر﴾ [البقرة/٦٨]، ﴿بقرة صفراء فاقع لونها﴾ [البقرة/٦٩]، ويقال في جمعه: باقر (قال ابن سيده: والجمع بقر، وجمع البقر: أبقر، كزمن وأزمن. فأما باقر وبقير وبيقور وباقور فأسماء للجمع.
راجع: اللسان (بقر) ) كحامل، وبقير كحكيم وقيل: بيقور، وقيل للذكر: ثور، وذلك نحو: جمل وناقة، ورجل وامرأة.
واشتق من لفظه لفظ لفعله، فقيل: بقر لأرض، أي: شق، ولما كان شقه واسعا استعمل في كل شق واسع. يقال: بقرت بطنه: إذا شققته شقا واسعا، وسمي محمد بن علي رضي الله عنه باقرا (انظر: اللسان (بقر) ٤/٧٤؛ وسير أعلام النبلاء ٤/٤٠١؛ ووفيات الأعيان ٤/١٧٤) لتوسعه في دقائق العلوم وبقره بواطنها.
وبيقر الرجل في المال وفي غيره: اتسع فيه، وبيقر في سفره: إذا شق أرضا متوسعا في سيره، قال الشاعر:
*ألا هل أتاها والحوادث جمة ** بأن امرئ القيس بن تملك بيقرا*


الصفحة التالية
Icon