والمآثر: ما يروى من مكارم الإنسان، ويستعار الأثر للفضل، والإيثار للتفضل ومنه: آثرته، وقوله تعالى: ﴿ويؤثرون على أنفسهم﴾ [الحشر/٩] وقال: ﴿تالله لقد آثرك الله علينا﴾ [يوسف/٩١] و ﴿بل تؤثرون الحياة الدنيا﴾ [الأعلى/١٦].
وفي الحديث: (سيكون بعدي أثرة) (الحديث عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟ قال: (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض). وهو صحيح أخرجه البخاري، راجع فتح الباري ٧/١١٧) أي: يستأثر بعضكم على بعض.
والاستئثار: التفرد بالشيء من دون غيره، وقولهم: استأثر الله بفلان، كناية عن موته، تنبيه أنه ممن اصطفاه وتفرد تعالى به من دون الورى تشريفا له. ورجل أثر: يستأثر على أصحابه. وحكى اللحياني (علي بن حازم، راجع أخباره في إنباه الرواة ٢/٢٥٥. وذكر هذا أيضا كراع في المنتخب ٢/٥٣٦) : خذه آثرا ما، وإثرا ما، وأثر ذي أثير (المبرد في قولهم: خذ هذا آثرا ما، قال: كأنه يريد أن يأخذ منه واحدا وهو يسام على آخر، فيقول: خذ هذا الواحد آثرا، أي: قد آثرتك به، و (ما) فيه حشو. راجع لسان العرب (أثر) ).
أثل
- قال تعال: ﴿ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل﴾ [سبأ/١٦].
أثل: شجر ثابت الأصل، وشجر متأثل: ثابت ثبوته، وتأثل كذا: ثبت ثبوته.
وقوله ﷺ في الوصي: (غير متأثل مالا) (الحديث أخرجه البخاري في الشروط ٥/٢٦٣ والوصايا؛ ومسلم في الوصية رقم (١٦٣٢) ؛ وراجع شرح السنة ٢/٢٨٨، ٣٠٥؛ وأخرجه النسائب بلفظ: (كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مباذر ولا متأثل) ٦/٢٥٦) أي: غير مقتن له ومدخر، فاستعار التأثل له، وعنه استعير: نحت أثلته: إذا اغتبته (قال ابن فارس: ونحت فلان أثلته، مثل، وذلك إذا قال في عرضه قبيحا. انظر مجمل اللغة ١/٨٧؛ وجمهرة الأمثال ٢/٣٠٩).
إثم


الصفحة التالية
Icon