وقل ابن قتيبة (غريب الحديث ٢/١٤٥) : هو من: جبرت العظم، فإنه جبر القلوب على فطرتها من المعرفة، فذكر لبعض ما دخل في عموم ما تقدم. وجبروت: فعلوت من التجبر، واستجبرت حالة: تعاهدت أن أجبرها، وأصابته مصيبة لا يجتبرها أي: لا يتحرى لجبرها من عظمها، واشتق من لفظ جبر العظم الجبيرة: للخرقة التي تشد على المجبور، والجبارة للخشبة التي تشد عليه، وجمعها جبائر، وسمي الدملوج (هو الحجر الأملس) جبارة تشبيها بها في الهيئة، والجبار: لما يسقط من الأرش. *** جبل
- الجبل جمعه: أجبال وجبال، وقال عز وجل: ﴿ألم نجعل الأرض مهادا *** والجبال أوتادا﴾ [النبأ/٦ - ٧]، وقال تعالى: ﴿والجبال أرساها﴾ [النازعات/٣٢]، وقال تعالى: ﴿وينزل من السماء فيها من برد﴾ [النور/٤٣]، وقال تعالى: ﴿ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها﴾ [فاطر/٢٧]، ﴿ويسألونك عن الجبال فقل: ينسفها ربي نسفا﴾ [طه/١٠٥]، ﴿وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين﴾ [الشعراء/١٤٩]، واعتبر معانيه، فاستعير منه واشتق منه بحسبه، فقيل: فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه.
وجبله الله على كذا، إشارة إلى ما ركب فيه من الطبع الذي يأبى على الناقل نقله، وفلان ذو جبلة، أي: غليظ الجسم، وثوب جيد الجبلة، وتصور منه معنى العظم، فقيل للجماعة العظيمة: جبل. قال الله تعالى: ﴿ولقد أضل منكم جبلا كثيرا﴾ [يس/٦٢]، أي: جماعة تشبيها بالجبل في العظم وقرئ: ﴿جبلا﴾ (وهي قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي ورويس وخلف، بضمتين وتخفيف اللام) مثقلا.
قال التوزي (اسمه عبد الله بن محمد، توفي ٢٣٠ ه. راجع أخباره في إنباه الرواة ٢/١٢٦) : جبلا (وبها قرأ أبو عمرو وابن عامر) وجبلا وجبلا (وبها قرأ روح عن يعقوب) وجبلا.


الصفحة التالية
Icon