والثاني: يجري مجرى أوجد، فيتعدى إلى مفعول واحد نحو قوله عز وجل: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾ [الأنعام/١]، ﴿وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة﴾ [النحل/٧٨].
والثالث: في إيجاد شيء من شيء وتكوينه منه، نحو: ﴿والله جعل لكم من أنفسكم أزوجا﴾ [النحل/٧٢]، ﴿وجعل لكم من الجبال أكنانا﴾ [النحل/٨١]، ﴿وجعل لكم فيها سبلا﴾ [الزخرف/١٠].
والرابع: في تصيير الشيء على حالة دون حالة، نحو: ﴿الذي جعل لكم الأرض فراشا﴾ [البقرة/٢٢]، وقوله: ﴿جعل لكم مما خلق ظلالا﴾ [النحل/٨١]، ﴿وجعل القمر فيهن نورا﴾ [نوح/١٦]، وقوله تعالى: ﴿إنا جعلناه قرآنا عربيا﴾ [الزخرف/٣].
والخامس: الحكم بالشيء على الشيء، حقا كان أو باطلا، فأما الحق فنحو قوله تعالى: ﴿إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين﴾ [القصص/٧]، وأما الباطل فنحو قوله عز وجل: ﴿وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا﴾ [الأنعام/١٣٦]، ﴿ويجعلون لله البنات﴾ [النحل/٥٧]، ﴿الذين جعلوا القرآن عضين﴾ [الحجر/٩١].
والجعالة: خرقة ينزل بها القدر، والجعل والجعالة والجعيلة: ما يجعل للإنسان بفعله فهو أعم من الأجرة والثواب، وكلب مجعل، كناية عن طلب السفاد، والجعل: دويبة.
جفن
- الجفنة خصت بوعاء الأطعمة، وجمعها جفان، قال عزوجل: ﴿وجفان كالجواب﴾ [سبأ/١٣]، وفي حديث (وأنت الجفنة الغراء) (الحديث، عن عبد الله بن الشخير أنه وفد إلى النبي في رهط بين عامر، قال: فأتيناه فسلمنا عليه فقلنا: أنت ولينا وأنت سيدنا، وأنت أطول علينا طولا، وأنت أفضلنا علينا فضلا، وأنت الجفنة الغراء، فقال: (قولوا قولكم ولا يستجرنكم الشيطان). أخرجه أحمد في المسند ٤/٢٥٠) أي: المطعام، وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها، والجفن خص بوعاء السيف والعين، وجمعه أجفان، وسمي الكرم جفنا تصورا أنه وعاء العنب.
جفأ


الصفحة التالية
Icon