والثاني أن يستعمل مضافا أومضافا إليه بمعنى الأول، كقوله تعالى: ﴿أما أحدكما فيسقي ربه خمرا﴾ [يوسف/٤١]، وقولهم: يوم الأحد. أي: يوم الأول، ويوم الاثنين.
والثالث: أن يستعمل مطلقا وصفا، وليس ذلك إلا في وصف الله تعالى بقوله: ﴿قل هو الله أحد﴾ [الإخلاص/١]، وأصله وحد (قال الفيروز آبادي: وأصله وحد، أبدلوا الواو همزة على عادتهم في الواوات الواقعة في أوائل الكلم، كما في: أجوه ووجوه، وإشاح ووشاح، وامرأة أناة ووناة. انظر: البصائر ٢/٩٢)، ولكن وحد يستعمل في غيره نحو قول النابغة:
*كأن رحلي وقد زال النهار بنا ** بذي الجليل على مستأنس وحد*
(البيت من معلقته؛ وهو في ديوانه ص ٣١؛ وشرح المعلقات للنحاس ٢/١٦٢)
أخذ
- الأخذ: حوز الشيء وتحصيله، وذلك تارة بالتناول نحو: ﴿معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده﴾ [يوسف/٧٩]، وتارة بالقهر نحو قوله تعالى: ﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾ [البقرة/٢٥٥].
ويقال: أخذته الحمى، وقال تعالى: ﴿وأخذ الذين ظلموا الصيحة﴾ [هود/٦٧]، ﴿فأخذه الله نكال الآخرة والأولى﴾ [النازعات/٢٥]، وقال: ﴿وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى﴾ [هود/١٠٢].
ويعبر عن الأسير بالأخيذ والمأخوذ، والاتخاذ افتعال منه، ويعدى إلى مفعولين ويجري مجرى الجعل نحو قوله تعالى: ﴿لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء﴾ [المائدة/٥١]، ﴿أم اتخذوا من دونه أولياء﴾ [الشورى/٩]، ﴿فاتخذتموهم سخريا﴾ [المؤمنون/١١٠]، ﴿أأنت قلت للناس: اتخذوني وأمي إلهين من دون الله﴾ [المائدة/١١٦]، وقوله تعالى: ﴿ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم﴾ [النحل/٦١] فتخصيص لفظ المؤاخذة تنبيه على معنى المجازاة والمقابلة لما أخذوه من النعم فلم يقابلوه بالشكر.
ويقال: فلان مأخوذ، وبه أخذه من الجن، وفلان يأخذ مأخذ فلان، أي: يفعل فعله ويسلك مسلكه، ورجل أخيذ، وبه أخذ كناية عن الرمد.


الصفحة التالية
Icon