والجمل يقال للبعير إذا بزل (بزل البعير يبزل: فطر نابه أي: انشق)، وجمعه جمال وأجمال وجماله قال الله تعالى: ﴿حتى يلج الجمل في سم الخياط﴾ [الأعراف/٤٠]، وقوله: ﴿جمالات صفر﴾ (وهي قراءة نافع وأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر ويعقوب بخلفه وشعبة عن عاصم، وقرأ حفص وحمزة والكسائي وخلف: جمالة) [المرسلات/٣٣]، جمع جمالة، والجمالة جمع جمل، وقرئ: ﴿جمالات﴾ (وبها قرأ رويس عن يعقوب، وهي قراءة صحيحة متواترة. راجع: الإتحاف ص ٤٣٠) بالضم، وقيل هي القلوص، والجامل: قطعة من الإبل معها راعيها، كالباقر، وقولهم: اتخذ الليل جملا (انظر: أساس البلاغة ص ٦٤) فاستعارة، كقولهم: ركب الليل، وتسمية الجمل بذلك يجوز أن يكون لما قد أشار إليه بقوله: ﴿ولكم فيها جمال﴾ [النحل/٦] ؛ لأنهم كانوا يعدون ذلك جمالا لهم. وجملت الشحم: أذبته، والجميل: الشحم المذاب، والاجتمال: الادهان به، وقالت امرأة لبنتها: تجملي وتعففي (راجع: المجمل لابن فارس ١/١٩٨)، أي: كلي الجميل، واشربي العفافة (العفافة: وهو ما بقي في الضرع من اللبن).
جن
- أصل الجن: ستر الشيء عن الحاسة يقال: جنة الليل وأجنة وجن عليه، فجنه: ستره، وأجنه جعل له ما يجنه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجن عليه كذا: ستر عليه، قال عز وجل: ﴿فلما جن عليه الليل رأى كوكبا﴾ [الأنعام/٧٦]، والجنان: القلب، لكونه مستورا عن الحاسة، والمجن والمجنة: الترس الذي يجن صاحبه. قال عز وجل: ﴿اتخذوا أيمانهم جنة﴾ [المجادلة/١٦]، وفي الحديث: (الصوم جنة) (الحديث يروى: (الصيام جنة) وهو صحيح متفق عليه. وأخرجه مالك في الموطأ، باب جامع الصيام، انظر: تنوير الحوالك ١/٢٨٧؛ وفتح الباري ٤/٨٧؛ ومسلم رقم (١١٥١) ؛ وانظر: شرح السنة للبغوى ٦/٢٢٥).