- ومحبة للنفع، كمحبة شيء ينتفع به، ومنه: -ayah text-primary">﴿وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب﴾ [الصف/١٣].
- ومحبة للفضل، كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم.
وربما فسرت المحبة بالإرادة في نحو قوله تعالى: ﴿فيه رجال يحبون أن يتطهروا﴾ [التوبة/١٠٨]، ليس كذلك؛ فإن المحبة أبلغ من الإرادة كما تقدم آنفا، فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة، وقوله عز وجل: ﴿إن استحبوا الكفر على الإيمان﴾ [التوبة/٢٣]، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب: أن يتحرى الإنسان في الشيء أن يحبه، واقتضى تعديته ب (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى﴾ [فصلت/١٧]، وقوله تعالى: ﴿فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه﴾ [المائدة/٥٤]، فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليهن ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه.
وقوله تعالى: ﴿إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي﴾ [ص/٣٢]، فمعناه: أحببت الخيل حبي للخير، وقوله تعالى: ﴿إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين﴾ [البقرة/٢٢٢]، أي: يثيبهم وينعم عليهم، وقال: ﴿لا يحب كل كفار أثيم﴾ [البقرة/٢٧٦]، وقوله تعالى: ﴿والله لا يحب كل مختل فخور﴾ [الحديد/٢٣]، تنبيها أنه بارتكاب الآثام يصير بحيث لا يتوب لتماديه في ذلك، وإذا لم يتب لم يحبه الله المحبة التي وعد بها التوابين والمتطهرين.
وحبب الله إلي كذا، قال الله تعالى: ﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان﴾ [الحجرات/٧]، وأحب البعير: إذا حرن ولزم مكانه، كأنه أحب المكان الذي وقف فيه، وحبابك أن تفعل كذا (انظر: مجمل اللغة ١/٢٢٠)، أي: غاية محبتك ذلك.
حبر