بنو مسمع أكفاؤها آل دارم وتنكح في أكفائها الحبطات
ولا يدرك الغايات إلا جيادها ولا تستطيع الجلة البكرات
فرد عليه من الحبطات فقال:
أما كان عباد كفيا لدارم بلى وأبيات بها الحجرات
راجع: ديوان الفرزدق ص ٩٩؛ وعيار الشعر ص ١٥٢؛ ووضح البرهان ٢/١٢١) ؛ لأنه أصابه ذلك، ثم سمي أولاده حبطات.
حبك
- قال تعالى: ﴿والسماء ذات الحبك﴾ [الذاريات/٧]، هي ذات الطرائق فمن الناس من تصور منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار﴾ [آل عمران/١٩١]. وأصله من قولهم: بعير حبوك القرا (القرا: الظهر)، أي: محكمه، والاحتباك: شد الإزار.
حبل
- الحبل معروف، قال عز وجل: ﴿في جيدها حبل من مسد﴾ [المسد/٥]، وشبه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق، والحبل: المستطيل من الرمل، واستعير للوصل، ولكل ما يتوصل به إلى شيء. قال عز وجل: ﴿واعتصموا بحبل الله جميعا﴾ [آل عمران/١٠٣]، فحلبه هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك مما إذا اعتصمت به أداك إلى جواره، ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ﴿ضربت عليهم الذلة أينما ثفقوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس﴾ [آل عمران/١١٢]، ففيه تنبيه أن الكافر يحتاج إلى عهدين:
- عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلا لم يقر على دينه، ولم يجعل له ذمة.
- وإلى عهد من الناس يبذلونه له والحبالة خصت بحبل الصائد، جمعها: حبائل، وروي (النساء حبائل الشيطان) (الحديث أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر، وقال ابن الفرس: الحديث حسن. راجع: كشف الخفاء ٢/٤؛ والفتح الكبير ٢/١٨١).


الصفحة التالية
Icon