قيل: معناه: دهرا (قال ابن فارس: الحرس: الدهر، يقال منه: أحرس بالمكان: إذا أقام به حرسا. راجع: المجمل ١/٢٢٥)، فإن كان الحرس دلالته على الدهر من هذا البيت فقط فلا يدل؛ فإن هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال، أي: بقيت حارسا، ويدل على معنى الدهر والمدة لا من لفظ الحرس، بل من مقتضى الكلام.
وأحرس معناه: صار ذا حرس، كسائر هذا البناء المقتضي لهذا المعنى (وذلك أن صيغة (أفعل) من معانيها الصيرورة كما تقدم. ص ٨٢ حاشية ١)، وحريسة الجبل: ما يحرس في الجبل بالليل. قال أبو عبيد: الحريسة هي المحروسة (انظر: غريب الحديث ٣/٩٩)، وقال: الحريسة: المسروقة، يقال: حرس يحرس حرسا، وقدر أن ذلك لفظ قد تصور من لفظ الحريسة؛ لأنه جاء عن العرب في معنى السرقة.
حرص
- الحرص: فرط الشره، وفرط الإرادة. قال عز وجل: ﴿إن تحرص على هداهم﴾ [النحل/٣٧]، أي: تفرط إرادتك في هدايتهم، وقال تعالى: ﴿ولتجدنهم أحرص على حياة﴾ [البقرة/٩٦]، وقال تعالى: ﴿ولتجدنهم أحرص الناس على حياةؤ﴾ [البقرة/٩٦]، وقال تعالى: ﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين﴾ [يوسف/١٠٣]، وأصل ذلك من: حرص القصار الثوب، أي: قشره بدقة، والحارصة: شجة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة: سحابة تقشر الأرض بمطرها (انظر: المجمل ١/٢٢٦).
حرض
- الحرض: ما لا يعتد به ولا خير فيه، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك: حرض، قال عز وجل: ﴿حتى تكون حرضا﴾ [يوسف/٨٥]، وقد أحرضه كذا، قال الشاعر:
*إني امرؤ نابني هم فأحرضني*
*** (الشطر للعرجي، وعجزه:
حتى بليت وحتى شفني السقم
وهو في اللسان (حرض) ؛ والأفعال ١/٤٠٥)
والحرضة: من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض: الحث على الشيء بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه، كأنه في الأصل إزالة الحرض، نحو: مرضته وقذيته، أي: أزلت عنه المرض والقذى وأحرضته، أفسدته، نحو: أقذيته: إذا جعلت فيه القذى.
حرف


الصفحة التالية
Icon