أحدهما: يقال: أصبته بحسي، نحو عنته ورعته، والثاني: أصبت حاسته، نحو: كبدته وفأدته، ولما كان ذلك قد يتولد منه القتل عبر به عن القتل، فقيل حسسته (انظر: البصائر ٢/٤٥٩)، أي: قتلته. قال تعالى: ﴿إذ تحسونهم بإذنه﴾ [آل عمران/١٥٢]، والحسيس: القتيل، ومنه: جراد محسوس: إذا طبخ (في اللسان: وجراد محسوس: إذا مسته النار أو قتلته)، وقولهم: البرد محسة للنبت (أي: يحسه ويحرقه. انظر: اللسان (حس) ؛ والمجمل ١/٢١٢)، وانحست أسنانه: انفعال منه، فأما حسست فنحو علمت وفهمت، لكن لا يقال ذلك إلا فيما كان من جهة الحاسة، فأما حسيت فبقلب إحدى السينين ياء.
وأما أحسسته فحقيقته: أدركته بحاستي، وأحست مثله، لكن حذفت إحدى السينين تخفيفا نحو: ظلت، وقوله تعالى: ﴿فلما أحس عيسى منهم الكفر﴾ [آل عمران/٥٢]، فتنبيه أنه قد ظهر منهم الكفر ظهورا بان للحس فضلا عن الفهم، وكذا قوله تعالى: ﴿فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون﴾ [الأنبياء/١٢]، وقوله تعالى: ﴿هل تحس منهم من أحد﴾ [مريم/٩٨]، أي: هل تجد بحاستك أحد منهم؟ وعبر عن الحركة بالحسيس والحس، قال تعالى: ﴿لا يسمعون حسيسها﴾ [الأنبياء/١٠٢]، والحساس: عبارة عن سوء الخلق (انظر: المجمل ١/٢١٢)، وجعل على بناء زكام وسعال.
حسب


الصفحة التالية
Icon