و (حسب) يستعمل في معنى الكفاية، ﴿حسبنا الله﴾ [آل عمران/١٧٣]، أي: كافينا هو، و ﴿حسبهم جهنم﴾ [المجادلة/٨]، ﴿وكفى بالله حسيبا﴾ [النساء/٦]، أي: رقيبا يحاسبهم عليه، وقوله: ﴿ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء﴾ [الأنعام/٥٢]، فنحو قوله: ﴿عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم﴾ [المائدة/١٠٥]، ونحوه: ﴿وما علمي بما كانوا يعملون *** إن حسابهم إلا على ربي﴾ [الشعراء/١١٢ - ١١٣]، وقيل معناه: ما من كفايتهم عليك، بل الله يكفيهم وإياك، من قوله: ﴿عطاء حسابا﴾ [النبأ/٣٦]، أي: كافيا، من قولهم: حسبي كذا، وقيل: أراد منه عملهم، فسماه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل: احتسب ابنا له، أي: اعتد به عند الله، والحسبة: فعل ما يحتسب به عند الله تعالى. ﴿ألم *** أحسب الناس﴾ [العنكبوت/١ - ٢]، ﴿أم حسب الذين يعملون السيئات﴾ [العنكبوت/٤]، ﴿ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون﴾ [إبراهيم/٤٢]، ﴿فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله﴾ [إبراهيم/٤٧]، ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة﴾ [البقرة/٢١٤]، فكل ذلك مصدره الحسبان، والحسبان: أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظن، لكن الظن أن يخطر النقيضين بباله فيغلب أحدهما على الآخر.
حسد
- الحسد: تمني زوال نعمة من مستحق لها، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها، وروي: (المؤمن يغبط والمنافق يحسد) (الحديث ذكره الغزالي في الإحياء ٣/١٨٦، وقال العراقي: لم أجد له أصلا مرفوعا، وإنما هو من قول الفضيل، كذلك رواه ابن أبي الدنيا في (ذم الحسد) ).
وقال تعالى: ﴿حسدا من عند أنفسهم﴾ [البقرة/١٠٩]، ﴿ومن شر حاسد إذا حسد﴾ [الفلق/٥].
حسر


الصفحة التالية
Icon