- الحمد لله تعالى: الثناء عليه بالفضيلة، وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فإن المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يقال منه وفيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، والشكر لا يقال إلا في مقابلة نعمة، فكل شكر حمد، وليس كل حمد شكرا، وكل حمد مدح وليس كل مدح حمدا، ويقال: فلان محمود: إذا حمد، ومحمد: إذا كثرت خصاله المحمودة، ومحمد: إذا وجد محمودا (انظر: البصائر ٢/٤٩٩)، وقوله عز وجل: -ayah text-primary">﴿إنه حميد مجيد﴾ [هود/٧٣]، يصح أن يكون في معنى المحمود، وأن يكون في معنى الحامد، وحماداك أن تفعل كذا (انظر: المجمل ١/٢٥٠)، أي: غايتك المحمودة، وقوله عز وجل: -ayah text-primary">﴿ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾ [الصف/٦]، فأحمد إشارة إلى النبي ﷺ باسمه وفعله، تنبيها أنه كما وجد اسمه أحمد يوجد وهو محمود في أخلاقه وأحواله، وخص لفظة أحمد فيما بشر به عيسى ﷺ تنبيها أنه أحمد منه ومن الذين قبله، وقوله تعالى: -ayah text-primary">﴿محمد رسول الله﴾ [الفتح/٢٩]، فمحمد ههنا - وإن كان من وجه اسما له علما - ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بمعناه كما مضى ذلك في قوله تعالى: -ayah text-primary">﴿إنا نبشرك بغلام اسمه يحي﴾ [مريم/٧]، أنه على معنى الحياة كما بين في بابه (هذا لم يأت بعد، وسيأتي في باب (حيي) ) إن شاء الله.
حمر
- الحمار: الحيوان المعروف، وجمعه حمير وأحمرة وحمر، قال تعالى: ﴿والخيل والبغال والحمير﴾ [النحل/٨]، ويعبر عن الجاهل بذلك، كقوله تعالى: ﴿كمثل الحمار يحمل أسفارا﴾ [الجمعة/٥]، وقال تعالى: ﴿كأنهم حمر مستنفرة﴾ [المدثر/٥٠]، وحمار قبان: دويبة، والحمارن: حجران يجفف عليهما الأقط (انظر: المجمل ١/٢٥١)، شبه بالحمار في الهيئة، والمحمر: الفرس الهجين المشبه بلادته ببلادة الحمار.


الصفحة التالية
Icon