- وذكر الفارسي في كتابه (الإيضاح العضدي) أن حاشا حرف، وقال: هو حرف فيه معنى الاستثناء. راجع: الإيضاح ١/٢١٠) : حاش ليس باسم، لأن حرف الجر لا يدخل على مثله، وليس بحرف لأن الحرف لا يحذف منه ما لم يكن مضعفا، تقول: حاش وحاشى، فمنهم من جعل حاش أصلا في بابه، وجعله من لفظة الحوش أي: الوحش، ومنه: حوشي الكلام.
وقيل: الحوش فحول جن نسبت إليها وحشة الصيد. وأحشته: إذا جئته من حواليه، لتصرفه إلى الحبالة، واحتوشوه وتحوشوه: أتوه من جوانبه. والحوش: أن يأكل الإنسان من جانب الطعام (انظر: المجمل ١/٢٥٧)، ومنهم من حمل ذلك مقلوبا من حشى، ومنه الحاشية وقال:
*وما أحاشي من الأقوام من أحد *
(هذا عجز بيت، وصدره:
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه
وهو للنابغة في ديوانه ص ٣٣؛ وشرح المعلقات ٢/١٦٦؛ والمجمل ١/٢٥٨)
كأنه قال: لا أجعل أحد في حشا واحد فأستثنيه من تفضيلك عليه، قال الشاعر:
*ولا يتحشى الفحل إن أعرضت به**ولا يمنع المرباع منه فصيلها*
(البيت لرجل من عكل؛ وهو في المعاني الكبير ١/٣٩٢؛ واللسان (حشا).
قوله: لا يتحشى: لا يبالي)
يصف إنسانا بالجود، وأنه يطعم وينحر كل ما يعرض له من الفحل وغيره.
حاص
- قال تعالى: ﴿هل من محيص﴾ [ق/٣٦]، وقولهه تعالى: ﴿ما لنا من محيص﴾ [إبراهيم/٢١]، أصله من حيص بيص أي: شدة، وحاص عن الحق يحيص، أي: حاد عنه إلى شدة ومكروه. وأما الحوص فخياطة الجلد ومنه حصت عين الصقر (قال السرقسطي: حاص الثوب حوصا وحياصة: خاطه. انظر: الأفعال ١/٤١٨؛ والمجمل ١/٢٥٨؛ واللسان: حوص).
حيض
- الحيض: الدم الخارج من الرحم على وصف مخصوص في وقت مخصوص، والمحيض: الحيض ووقت الحيض وموضعه، على أن المصدر في هذا النحو من الفعل يجيء على مفعل، نحو: معاش ومعاد، وقول الشاعر:
*لا يستطيع بها القراد مقيلا*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*بنيت مرافقهن فوق مزلة*
وهو للراعي في ديوانه ص ٢٤١؛ وكتاب سيبويه ٢/٢٤٧؛ والمخصص ١/٥٥؛ والبحر ٢/١٦٧)


الصفحة التالية
Icon