والاختلاف والمخالفة: أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الآخر في حاله أو قوله، والخلاف أعم من الضد؛ لأن كل ضدين مختلفان، وليس كل مختلفين ضدين، ولما كان الاختلاف بين الناس في القول قد يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة، قال: ﴿فاختلف الأحزاب﴾ [مريم/٣٧]، ﴿ولا يزالون مختلفين﴾ [هود/١١٨]، ﴿واختلاف ألسنتكم وألوانكم﴾ [الروم/٢٢]، ﴿عم يتساءلون *** عن النبأ العظيم *** الذي هم فيه مختلفون﴾ [النبأ/١ - ٢ - ٣]، ﴿إنكم لفي قول مختلف﴾ [الذاريات/٨]، وقال: ﴿مختلفا ألوانه﴾ [النحل/١٣]، وقال: ﴿ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات﴾ [آل عمران/١٠٥]، وقال: ﴿فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه﴾ [البقرة/٢١٣]، ﴿وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا﴾ [يونس/١٩]، ﴿ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون﴾ [يونس/٩٣]، وقال في القيامة: ﴿وليتينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون فيه﴾ [النحل/٩٢]، وقال: ﴿ليبين لهم الذي يختلفون فيه﴾ [النحل/٣٩]، وقوله تعالى: ﴿وإن الذين اختلفوا في الكتاب﴾ [البقرة/١٧٦]، قيل معناه: خلفوا، نحو كسب واكتسب، وقيل: أتوا فيه بشيء خلاف ما أنزل الله،
خلف


الصفحة التالية
Icon