الإتحاف ص ٣٣٣). والخلاق: ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه، قال تعالى: ﴿ما له في الآخرة من خلاق﴾ [البقرة/١٠٢]، وفلان خليق بكذا، أي: كأنه مخلوق فيه، ذلك كقولك: مجبول على كذا، أو مدعو إليه من جهة الخلق. وخلق الثوب وأخلق، وثوب خلق ومخلق وأخلاق، نحو حبل أرمام وأرمات، وتصور من خلوقة الثوب الملامسة، فقيل: جبل أخلق، وصخرة خلقاء، وخلقت الثوب: ملسته، واخلولق السحاب منه، ، أو من قولهم: هو خليق بكذا، والخلوق: ضرب من الطيب.
خلا
- الخلاء: المكان الذي لا ساتر فيه من بناء ومساكن وغيرهما، والخلو يستعمل في الزمان والمكان، لكن لما تصور في الزمان المضي فسر أهل اللغة: خلا الزمان، بقولهم: مضى الزمان وذهب، قال تعالى: ﴿وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل﴾ [آل عمران/١٤٤]، ﴿وقد خلت من قبلهم المثلات﴾ [الرعد/٦]، ﴿تلك أمة قد خلت﴾ [البقرة/١٤١]، ﴿قد خلت من قبلكم سنن﴾ [آل عمران/١٣٧]، ﴿إلا خلا فيها نذير﴾ [فاطر/٢٤]، ﴿مثل الذين خلو من قبلكم﴾ [البقرة/٢١٤]، ﴿وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ﴾ [آل عمران/١١٩]، وقوله: ﴿يخل لكم وجه أبيكم﴾ [يوسف/٩]، أي: تحصل لكم مودة أبيكم وإقباله عليكم. وخلا الإنسان: صار خاليا، وخلا فلان بفلان: صار معه في خلاء، وخلا إليه: انتهى إليه في خلوة، قال تعالى: ﴿وإذا خلوا إلى شياطينهم﴾ [البقرة/١٤]، وخليت فلانا: تركته في خلاء، ثم يقال لكل ترك تخلية، نحو: ﴿فخلوا سبيلهم﴾ [التوبة/٥]، وناقة خلية: مخلاة عن الحلب، وامرأة خلية: مخلاة عن الزوج، وقيل للسفينة المتروكة بلا ربان خلية، والخلي: من خلاه الهم، نحو المطلقة في قول الشاعر:
*مطلقة طورا وطورا تراجع*
(هذا عجز بيت للنابغة الذبياني، وشطره:
*تناذرها الراقون من سوء سمها*
وهو من قصيدته العينية التي مطلعها:
*عفا ذو حسا من فرقنى فالفوارع **فجبنا أريك فالقلاع الدوافع*
وهو في ديوانه ص ٨٠)


الصفحة التالية
Icon