- أصل الخمر: ستر الشيء، ويقال لما يستر به: خمار؛ لكن الخمار صار في التعارف اسما لما تغطي به المرأة رأسها، وجمعه خمر، قال تعالى: -ayah text-primary">﴿وليضربن بخمرهن على جيوبهن﴾ [النور/٣١] واختمرت المرأة وتخمرت، وخمرت الإناء: غطيته، وروي (خمروا آنيتكم) (الحديث عن جابر بن عبد الله رفعه قال: (خمروا الآنية، وأوكوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء؛ فإن للجن انتشارا وخطفه، وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرقت أهل البيت) أخرجه البخاري ٦/٢٥٣ في بدء الخلق: باب: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه؛ وانظر: شرح السنة ١١/٣٩١)، وأخمرت العجين: جعلت فيه الخمير، والخميرة سميت لكونها مخمورة من قبل. ودخل في خمار الناس، أي: في جماعتهم الساترة لهم، والخمر سميت لكونها خامرة لمقر العقل، وهو عند بعض الناس اسم لكل مسكر. وعند بعضهم اسم للمتخذ من العنب والتمر، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم: (الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة) (الحديث أخرجه مسلم عن أبي هريرة، في باب الأشربة، برقم (١٩٨٥) ؛ وانظر: شرح السنة ١١/٣٥٣. قال البغوي: معناه: إن معظم الخمر يكون منهما، وهو الأغلب على عادات الناس فيما يتخذونه من الخمور، وفي الحديث: (والخمر ما خامر العقل) البخاري ١٠/٣٩. قال: فيه دليل واضح على بطلان قول من زعم أن الخمر إنما هي من عصير العنب، أو الرطب، بل كل مسكر خمر. انتهى. مختصرا. راجع: شرح السنة ١١/٣٥١ - ٣٥٣)، ومنهم من جعلها اسما لغير المطبوخ، ثم كمية الطبخ التي تسقط عنه اسم الخمر مختلف فيها، والخمار: الداء العارض من الخمر، وجعل بناؤه بناء الأدواء كالزكام والسعال، وخمرة الطيب: ريحه، وخامره وخمرة: خالطه ولزمه، وعنه استعير:
*- خامري أم عامر*
(البيت:
*لا تقبروني إن قبري محرم ** عليكم ولكن خامري أم عامر*


الصفحة التالية
Icon