وأدنت مثل دنت، وأدنت، أي: أقرضت، والتداين والمداينة: دفع الدين، قال تعالى: ﴿إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى﴾ [البقرة/٢٨٢]، وقال: ﴿من بعد وصية يوصي بها أو دين﴾ [النساء/١١]، والدين يقال للطاعة والجزاء، واستعير للشريعة، والدين كالملة، لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة، قال: ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [آل عمران/١٩]، وقال: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن﴾ [النساء/١٢٥]، أي: طاعة، ﴿وأخلصوا دينهم لله﴾ [النساء/١٤٦]، وقوله تعالى: ﴿يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم﴾ [النساء/١٧١]، وذلك حث على اتباع دين النبي ﷺ الذي هو أوسط الأديان كما قال: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا﴾ [البقرة/١٤٣]، وقوله: ﴿لا إكراه في الدين﴾ [البقرة/٢٥٦]، قيل: يعني الطاعة، فإن ذلك لا يكون في الحقيقة إلا بالإخلاص، والإخلاص لا يتأتى فيه الإكراه، وقيل: إن ذلك مختص بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله: ﴿أفغير دين الله يبغون﴾ [آل عمران/٨٣]، يعني: الإسلام، بقوله: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه﴾ [آل عمران/٨٥]، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق﴾ [الصف/٩]، وقوله: ﴿ولا يدينون دين الحق﴾ [التوبة/٢٩]، وقوله: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن﴾ [النساء/١٢٥]، ﴿فلولا إن كنتم غير مدينين﴾ [الواقعة/٨٦]، أي: غير مجزيين. المدين والمدينة: العبد والأمة: قال (أبو زيد) : هو من قولهم: دين فلان يدان: إذا حمل على مكروه (انظر: المجمل ٢/٣٤٢؛ وتهذيب اللغة ١٤/١٨٣)، وقيل (وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن ٢/٢٥٢) : هو من دنته: إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.
دون