المؤلفة قلوبهم (والمؤلفة قلوبهم قوم من سادات العرب أمر الله تعالى نبيه في أول الإسلام بتألفهم، أي: بمقاربتهم وإعطائهم ليرغبوا من وراءهم في الإسلام، فلا تحملهم الحمية مع ضعف نياتهم على أن يكونوا على أن يكونوا إلبا مع الكفار على المسلمين) : هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، ﴿لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم﴾ [الأنفال/٦٣]، وأوالف الطير: ما ألفت الدار.
والألف: العدد المخصوص، وسمي بذلك لكون الأعداد فيه مؤتلفة، فإن الأعداد أربعة: آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم: الألف من ذلك؛ لأنه مبدأ النظام، وقيل: آلفت الدراهم، أي: بلغت بها الألف، نحو ماءيت، وآلفت (أألفت: بلغت ألفا، وذلك أن صيغة أفعل تاتي للبلوغ عدديا كان أو زمانيا أو مكانيا.
وفي ذلك يقول شيخنا العلامة أحمد بن محمد حامد الحسني الشنقيطي حفظه الله:
أفعل للبلوغ في الزمان *** كذاك في القدر وفي المكان
مثاله: أمأت دراهم عمر *** أصبح أنجد لكي يلقى الزمر
وقال ابن منظور: وألف العدد وآلفه: جعله ألفا، وآلفوا: صاروا ألفا) هي نحو أمأت.
ألك
- الملائكة، وملك أصله: مألك، وقيل: هو مقلوب عن ملأك، والمألك والمألكة والألوك: الرسالة، ومنه: ألكني إليه، أي: أبلغه رسالتي، والملائكة تقع على الواحد والجمع.
قال تعالى: ﴿الله يصطفي من الملائكة رسلا﴾ [الحج/٧٥].
قال الخليل (العين ٥/٤٠٩) : المألكة: الرسالة؛ لأنها تؤلك في الفم، من قولهم: فرس يألك اللجام أي: يعلك.
الوجع الشديد، يقال: ألم يألم ألما فهو آلم.
قال تعالى: ﴿فإنهم يألمون كما تألمون﴾ [النساء/١٠٤]، وقد آلمت فلانا، وعذاب أليم، أي: مؤلم. وقوله: ﴿ألم يأتكم﴾ [الأنعام/١٣٠] فهو ألف الاستفهام، وقد دخل على (لم).
أله


الصفحة التالية
Icon