ويقال للعقد في موالاة الغير: الربابة، ولما يجمع فيه القدح ربابة، واختص الراب والرابة بأحد الزوجين إذا تولى تربية الولد من زوج كان قبله، والربيب والربيبة بذلك الولد، قال تعالى: ﴿وربائبكم اللاتي في حجوركم﴾ [النساء/٢٣]، ورببت الأديم بالسمن، والدواء بالعسل، وسسقاء مربوب، قال الشاعر:
-*- فكوني له كالسمن ربت بالأدم*
(هذا عجز بيت لعمرو بن شأس، يخاطب امرأته، وكانت تؤذي ابنه عرارا، فقال لها:
*فإن عرارا إن يكن غير واضح ** فإني أحب الجون ذا المنكب الغمم*
*فإن كنت مني، أو تريدين صحبتي ** فكوني له كالسمن رب له بالأدم*
أراد بالأدم النحي، يقول لزوجته: كوني له كسمن رب أديمه، أي: طلي برب التمر. انظر: اللسان (ربب) ؛ والتمثيل والمحاضرة ص ٢٨٢؛ وسمط اللآلئ ٢/٨٠٣)
والرباب: السحاب، سمي بذلك لأنه يرب النبات، وبهذا النظر سمي المطر درا، وشبه السحاب باللقوح. وأربت السحابة: دامت، وحقيقته أنها صارت ذات تربية، وتصور فيه معنى الإقامة فقيل: أرب فلان بمكان كذا تشبيها بإقامة الرباب، و (رب) لاستقلال الشيء، ولما يكون وقتا بعد وقت، نحو: ﴿ربما يود الذين كفروا﴾ [الحجر/٢].
ربح
الربح: الزيادة الحاصلة في المبايعة، ثم يتجوز به في كل ما يعود من ثمرة عمل، وينسب الربح تارة إلى صاحب السلعة، وتارة إلى السلعة نفسها، نحو قوله تعالى: ﴿فما ربحت تجارتهم﴾ [البقرة/١٦] وقول الشاعر:
*قروا أضيافهم ربح ببح *
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*تجيء بعبقري الودق سمر*
وهو لخفاف بن ندبة في شعره ص ٤٧٤؛ ومعاني الشعر للأشنانداني ص ١٠٧؛ والجمهرة ١/٢٢٠؛ وأساس البلاغة ص ١٥؛ والمجمل ٢/٤١٣)
فقد قيل: الربح: الطائر، وقيل: هو الشجر. وعندي أن الربح ههنا اسم لما يحصل من الربح، نحو: النقص، وبح: اسم للقداح التي كانوا يستقسمون بها، والمعنى: قروا أضيافهم ما حصلوا منه الحمد الذي هو أعظم الربح، وذلك كقول الآخر:


الصفحة التالية
Icon