انظر: الدر المنثور ٤/٣٥٦)، إشارة إلى إنعام وأحوال لا يمكن تصورها في الدنيا. ﴿وزاده بسطة في العلم والجسم﴾ [البقرة/٢٤٧]، أي: أعطاه من العلم والجسم قدرا يزيد على ما أعطى أهل زمانه، وقوله: ﴿ويزيد الله الذين اهتدوا هدى﴾ [مريم/٧٦]، ومن الزيادة المكروهة قوله: ﴿وما زادهم إلا نفورا﴾ [فاطر/٤٢]، وقوله: ﴿زدناهم عذابا فوق العذاب﴾ [النحل/٨٨]، ﴿فما تزيدونني غير تخسير﴾ [هود/٦٣]، وقوله: ﴿فزادهم الله مرضا﴾ [البقرة/١٠]، فإن هذه الزيادة هو ما بني عليه جبلة الإنسان، أن من تعاطى فعلا إن خيرا وإن شرا تقوى فيما يتعاطاه فيزداد حالا فحالا. وقوله: ﴿هل من مزيد﴾ [ق/٣٠]، يجوز أن يكون ذلك استدعاء للزيادة، ويجوز أن يكون تنبيها أنها قد امتلأت، وحصل فيها ما ذكر تعالى في قوله: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس﴾ [السجدة/١٣]. يقال: زدته، وزاد هو، وازداد، قال: ﴿وازدادوا تسعا﴾ [الكهف/٢٥]، وقال: ﴿ثم ازدادوا كفرا﴾ [آل عمران/٩٠]، ﴿وما تغيض الأرحام وما تزداد﴾ [الرعد/٨]، شر زائد وزيد. قال الشعر:
*وأنتموا معشر زيد على مائة ** فأجمعوا أمركم كيدا فكيدوني*
(البيت لذي الإصبع العدواني، شاعر جاهلي، وهو في المفضليات ص ١٦٣؛ وخزانة الأدب ٨/٦٦)
والزاد: المدخر الزائد على ما يحتاج إليه في الوقت، والتزود، أخذ الزاد، قال: ﴿وتودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ [البقرة/١٩٧]، والمزود: ما يجعل فيه الزاد من الطعام، والمزادة: ما يجعل فيه الزاد من الماء.
زور


الصفحة التالية
Icon