السموات والأرض هل تسبح باختيار؟ والآية تقتضي ذلك بما ذكرت من الدلالة، و (سبحان) أصله مصدر نحو: غفران، قال: ﴿فسبحان الله حين تمسون﴾ [الروم/١٧]، و ﴿سبحانك لا علم لنا﴾ [البقرة/ ٣٢]، وقول الشاعر:
*سبحان من علقمة الفاخر*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*أقول لما جاءني فخره*
وهو للأعشى في ديوانه ص ٩٣؛ والمجمل ٢/٤٨٢؛ والجمهرة ١/٢٢٢)
قيل: تقديره سبحان علقمة على طريق التهكم، فزاد فيه (من) ردا إلى أصله (قال البغدادي: وزعم الراغب أن (سبحان) في هذا البيت مضاف إلى علقمة، ومن زائدة، وهو ضعيف لغة وصناعة، أما الأول: فلأن العرب لا تستعمله إلا إلى الله، أو إلى ضميره، أو إلى الرب، ولم يسمع إضافته إلى [استدراك] غيره. أما صناعة: فلأن (من) لا تزاد في الواجب عند البصريين. انظر: خزانة الأدب ٧/٢٤٥)، وقيل: أراد سبحان الله من أجل علقمة، فحذف المضاف إليه. والسبوح القدوس من أسماء الله تعالى (انظر: الأسماء والصفات ص ٥٤ - ٥٥)، وليس في كلامهم فعول سواهما (قال ابن دريد: باب ما جاء على فعول، فألحق بالخماسي للزوائد والتضعيف الذي فيه، وهو مفتوح كله إلا السبوح، والقدوس، والذروح، وهو الطائر السم. انظر: جمهرة اللغة ٣/٣٩٧.
- وقال أبو زيد: تقول العرب: سبوح وقدوس وسمور وذروح، وقد قالوا بالضم، وهو أعلى، وذروح: واحد الذراريح، وهي الدود الصغار. انظر: الجمهرة ٣/٤٦٣؛ وديوان الأدب ١/٢٣٢)، وقد يفتحان، نحو: كلوب وسمور، والسبحة: والتسبيح، وقد يقال للخرزات التي بها يسبح: سبحة.
سبخ
- قرئ: (إن لك في النهار سبخا) (سورة المزمل: آية ٧، وهي قراءة شاذة، تعزى إلى ابن يعمر وعكرمة وابن أبي عبلة. انظر: البحر المحيط ٨/٣٦٣؛ وأمالي القالي ٢/١١٢) أي: سعة في التصرف، وقد سبخ الله عنه الحمى فتسبخ، أي: تغشى، والسبيخ: ريش الطائر، والقطن المندوف، ونحو ذلك مما ليس فيه اكتناز وثقل.
سبط