وأما قوله: ﴿أساطير الأولين﴾ [الأنعام/٢٤]، فقد قال المبرد: هي جمع أسطورة، نحو: أرجوحة وأراجيح، وأثفية وأثافي، وأحدوثة وأحاديث. وقوله تعالى: ﴿وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين﴾ [النحل/٢٤]، أي: كتبوه كذبا ومينا، فيما زعموا، نحو قوله تعالى: ﴿أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا﴾ [الفرقان/٥]، وقوله تعالى: ﴿فذكر إنما أنت مذكر *** لست عليهم بمسيطر﴾ [الغاشية/٢١ - ٢٢]، وقوله: ﴿أم هم الميسطرون﴾ [الطور/٣٧]، فإنه يقال: تسيطر فلان على كذا، وسيطر عليه: إذا أقام عليه قيام سطر، يقول: لست عليهم بقائم. واستعمال (المسيطر) ههنا كاستعمال (القائم) في قوله: ﴿أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت﴾ [الرعد/٣٣]، و (حفيظ) في قوله: ﴿وما أنا عليكم بحفيظ﴾ [الأنعام/١٠٤]، قيل: معناه لست عليهم بحفيظ، فيكون المسيطر (كالكاتب) في قوله: ﴿ورسلنا لديهم يكتبون﴾ [الزخرف/٨٠]، وهذه الكتابة هي المذكورة في قوله: ﴿ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير﴾ [الحج/٧٠].
سطا
- السطوة: البطش برفع اليد. يقال: سطا به. قال تعالى: ﴿يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا﴾ [الحج/٧٢]، وأصله من: سطا الفرس على الرمكة (الرمكة: الأنثى من البراذين، والجمع رماك ورمكات. اللسان (رمك) ) يسطو إذا أقام على رجليه رافعا يديه إما مرحا، وإما نزوا على الأنثى، وسطا الراعي: أخرج الولد ميتا من بطن أمه، وتستعار السطوة للماء كالطغو، يقال: سطا الماء وطغى.
سعد