والسوي يقال فيما يصان عن الإفراط، والتفريط من حيث القدر، والكيفية. قال تعالى: ﴿ثلاث ليال سويا﴾ [مريم/١٠]، وقال تعالى: ﴿من أصحاب الصراط السوي﴾ [طه/١٣٥]، ورجل سوي: استوت أخلاقه وخلقته عن الإفراط والتفريط، وقوله تعالى: ﴿على أن نسوي بنانه﴾ [القيامة/٤]، قيل: نجعل كفه كخف الجمل لا أصابع لها، وقيل: بل نجعل أصابعه كلها على قدر واحد حتى لا ينتفع بها، وذاك أن الحكمة في كون الأصابع متفاوتة في القدر والهيئة ظاهرة، إذ كان تعاونها على القبض أن تكون كذلك، وقوله: ﴿فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها﴾ [الشمس/١٤]، أي: سوى بلادهم بالأرض، نحو: ﴿خاوية على عروشها﴾ [الكهف/٤٢]، وقيل: سوى بلادهم بهم، نحو: ﴿لو تسوى بهم الأرض﴾ [النساء/٤٢]، وذلك إشارة إلى ما قال عن الكفار: ﴿ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا﴾ [النبأ/٤٠].
ومكان سوى، وسواء: وسط. ويقال: سواء، وسوى، وسوى أي: يستوي طرفاه، ويستعمل ذلك وصفا وظرفا، وأصل ذلك مصدر، وقال: ﴿في سواء الجحيم﴾ [الصافات/٥٥]، و ﴿سواء السبيل﴾ [القصص/٢٢]، ﴿فانبذ إليهم على سواء﴾ [الأنفال/٥٨]، أي: عدل من الحكم، وكذا قوله: ﴿إلى كلمة سواء بيننا وبينكم﴾ [آل عمران/٦٤]، وقوله: ﴿سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم﴾ [البقرة/٦]، ﴿سواء عليهم أستغفرت لهم﴾ [المنافقون/٦]، ﴿سواء علينا أجزعنا أم صبرنا﴾ [إبراهيم/٢١]، أي: يستوي الأمران في أنهما لا يغنيان ﴿سواء العاكف فيه والباد﴾ [الحج/ ٢٥]، وقد يستعمل سوى وسواء بمعنى غير، قال الشاعر:
*فلم يبق منها سوى هامد *
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*وسفع الخدود معا والنؤي *
وهو لأبي ذؤيب الهذلي، في ديوان الهذليين ١/٦٦؛ والبصائر ٣/١٨٧)
وقال الآخر:
*وما قصدت من أهلها لسوائكا *
(هذا عجز بيت، وصدره:
*تجانف عن أهل اليمامة ناقتي *
وهو للأعشى في ديوانه ص ١٣١، واللسان (سوى) ؛ والبصائر ٣/٨٧؛ والمجمل ٢/٤٧٧)


الصفحة التالية
Icon