انظر: الفتح الكبير ١/٣٣؛ والمسند ٥/١٥٣؛ والمستدرك ١/٥٤)، والحسنة والسيئة ضربان: أحدهما بحسب اعتبار العقل والشرع، نحو المذكور في قوله: ﴿من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها﴾ [الأنعام/١٦٠]، وحسنة وسيئة بحسب اعتبار الطبع، وذلك ما يستخفه الطبع وما يستثقله، نحو قوله: ﴿فإذا جائتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه﴾ [الأعراف/١٣١]، وقوله: ﴿ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة﴾ [الأعراف/٩٥]، وقوله تعالى: ﴿إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين﴾ [النحل/٢٧]، ويقال: ساءني كذا، وسؤتني، وأسأت إلى فلان، قال: ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾ [الملك/٢٧]، وقال: ﴿ليسوءوا وجوهكم﴾ [الإسراء /٧]، ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ [النساء/١٢٣]، أي: قبيحا، وكذا قوله: ﴿زين لهم سوء أعمالهم﴾ [التوبة/٣٧]، ﴿عليهم دائرة السوء﴾ [الفتح/٦]، أي: ما يسوءهم في العاقبة، وكذا قوله: ﴿وساءت مصيرا﴾ [النساء/٩٧]، و ﴿ساءت مستقرا﴾ [الفرقان/٦٦]، وأما قوله تعالى: ﴿فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين﴾ [الصافات/١٧٧]، و ﴿ساء ما يعملون﴾ [المائدة/٦٦]، ﴿ساء مثلا﴾ [الأعراف/١٧٧]، فساء ههنا تجري مجرى بئس، وقال: ﴿ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء﴾ [الممتحنة/٢]، وقوله: ﴿سيئت وجوه الذين كفروا﴾ [الملك/٢٧]، نسب ذلك إلى الوجه من حيث إنه يبدو في الوجه أثر السرور والغم، وقال: ﴿سيء بهم وضاق بهم ذرعا﴾ [هود/٧٧] : حل بهم ما يسوءهم، وقال: ﴿سوء الحساب﴾ [الرعد/٢١]، ﴿ولهم سوء الدار﴾ [الرعد/٢٥]، وكني عن الفرج بالسوأة (انظر مجاز القرآن ١/١٦٢). قال: ﴿كيف يواري سوأة أخيه﴾ [المائدة/٣١]، ﴿فأواري سوأة أخي﴾ [المائدة/٣١]، ﴿يواري سوآتكم﴾ [الأعراف/٢٦]، ﴿بدت لهما سوآتهما﴾ [الأعراف/٢٢]، ﴿ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما﴾ [الأعراف/٢٠].