وضرب لبسط الكلام نحو: ﴿ليس كمثله شيء﴾ [الشورى/١١]، لأنه لو قيل: ليس مثله شيء كان أظهر للسامع.
وضرب لنظم الكلام نحو: ﴿أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا *** قيما﴾ [الكهف/١ - ٢]، تقديره: الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وقوله: ﴿ولولا رجال مؤمنون﴾ إلى قوله: ﴿لو تزيلوا﴾ (الآية: ﴿ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم، ليدخل الله في رحمته من يشاء، لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما﴾ سورة الفتح: آية ٢٥). والمتشابه من جهة المعنى: أوصاف الله تعالى، وأوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما نحسه. والمتشابه من جهة المعنى واللفظ جميعا خمسة أضرب:
الأول: من جهة الكمية كالعموم والخصوص نحو: ﴿اقتلوا المشركين﴾ [التوبة/ ٥].
والثاني: من جهة الكيفية كالوجوب والندب، نحو: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء﴾ [النساء/٣].
والثالث: من جهة الزمان كالناسخ والمنسوخ، نحو: ﴿اتقوا الله حق تقاته﴾ [آل عمران/١٠٢].
والرابع: من جهة المكان والأمور التي نزلت فيها، نحو: ﴿وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها﴾ [البقرة/١٨٩]، وقوله: ﴿إنما النسيء زيادة في الكفر﴾ [التوبة/٣٧]، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية.


الصفحة التالية
Icon