والثاني: الشرك الصغير، وهو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور، وهو الرياء والنفاق المشار إليه بقوله: ﴿جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون﴾ [الأعراف/١٩٠]، ﴿وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾ [يوسف/١٠٦]، وقال بعضهم: معنى قوله: ﴿إلا وهم مشركون﴾ أي: واقعون في شرك الدنيا، أي: حبالتها، قال: ومن هذا ما قال عليه السلام: (الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا) (الحديث عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله ﷺ ذات يوم، يا أيها الناس، اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: (اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم) أخرجه أحمد والطبراني، قال المنذري وفيه أبو علي رجل من بني كاهل، وثقه ابن حبان، ولم أر أحدا جرحه وباقي رواته ثقات. انظر: المسند ٤/٤٠٣؛ والترغيب والترهيب ١/٣٩) قال: ولفظ الشرك من الألفاظ المشتركة، وقوله تعالى: ﴿فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ [الكهف/١١٠]، محمول على الشركين، وقوله: ﴿اقتلوا المشركين﴾ [التوبة/٥]، فأكثر الفقهاء يحملونه على الكفار جميعا كقوله: ﴿وقالت اليهود عزير ابن الله... ﴾ الآية [التوبة/٣٠]، وقيل: هم من عدا أهل الكتاب؛ لقوله: ﴿إن الذين آمنوا والذين هادوا والصائبين والنصارى والمجوس والذين أشركوا﴾ [الحج/١٧]، أفرد المشركين عن اليهود والنصارى.
شرى


الصفحة التالية
Icon