ولا يقال في العرف إلا لمن كثرت ملازمته، ويقال للمالك للشيء: هو صاحبه، وكذلك لمن يملك التصرف فيه. قال تعالى: ﴿إذ يقول لصاحبه لا تحزن﴾ [التوبة/٤٠]، ﴿قال له صاحبه وهو يحاوره﴾ [الكهف/٣٤]، ﴿أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم﴾ [الكهف/٩]، ﴿وأصحاب مدين﴾ [الحج/٤٤]، ﴿وأصحاب النار هم فيها خالدون﴾ [البقرة/٢١٧]، ﴿من أصحاب السعير﴾ [فاطر/٦]، وأما قوله: ﴿وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة﴾ [المدثر/٣١] أي: الموكلين بها لا المعذبين بها كما تقدم. وقد يضاف الصاحب إلى مسوسه نحو: صاحب الجيش، وإلى سائسه نحو: صاحب الأمير. والمصاحبة والاصطحاب أبلغ من الاجتماع؛ لأجل أن المصاحبة تقتضي طول لبثه، فكل اصطحاب اجتماع، وليس كل اجتماع اصطحابا، وقوله: ﴿و لا تكن كصاحب الحوت﴾ [القلم/٤٨]، وقوله: ﴿ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة﴾ [سبأ/٤٦]، وقد سمي النبي عليه السلام صاحبهم تنبيها أنكم صحبتموه، وجربتموه وعرفتموه ظاهرة وباطنه، ولم تجدوا به خبلا وجنة، وكذلك قوله: ﴿وما صاحبكم بمجنون﴾ [التكوير/٢٢]. والإصحاب للشيء: الأنقياد له. وأصله أن يصير له صاحبا، ويقال: أصحب فلان: إذا كبر ابنه فصار صاحبه، وأصحب فلان فلانا: جعل صاحبا له. قال: ﴿ولا هم منا يصحبون﴾ [الأنبياء/٤٣]، أي: لا يكون لهم من جهتنا ما يصحبهم من سكينة وروح وترفيق، ونحو ذلك مما يصحبه أولياءه، وأديم مصحب: أصحب الشعر الذي عليه ولم يجز عنه.
صحف
- الصحيفة: المبسوط من الشيء، كصحيفة الوجه، والصحيفة: التي يكتب فيها، وجمعها: صحائف وصحف. قال تعالى: ﴿صحف إبراهيم وموسى﴾ [الأعلى/١٩]، ﴿يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة﴾ [البينة/٢ - ٣]، قيل: أريد بها القرآن، وجعله صحفا فيها كتب من أجل تضمنه لزيادة ما في كتب الله المتقدمة. والمصحف: ما جعل جامعا للصحف المكتوبة، وجمعه: مصاحف، والتصحيف: قراءة المصحف وروايته على غير ما هو لاشتباه حروفه، والصحفة مثل قصعة عريضة.
صخ


الصفحة التالية
Icon