وقوله: ﴿وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية﴾ [الأنفال/٣٥]، فتسمية صلاتهم مكاء وتصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، وأن فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو وتصدي، وفائدة تكرار الصلاة في قوله: ﴿قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ [المؤمنون/١ - ٢] إلى آخر القصة حيث قال: ﴿والذين هم على صلاتهم يحافظون﴾ [المؤمنون/٩]، فإنا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله (قال البقاعي: ولما كانت الصلاة من أجل ما عهد فيه من أمر الدين وآكده، وهي من الأمور الخفية التي وقع الائتمان عليها، لما خفف الله فيها على هذه الأمة بإيساع زمانها ومكانها قال: ﴿والذين هم على صلواتهم﴾ التي وصفوا بالخشوع فيها ﴿يحافظون﴾ أي: يجددون تعهدها بغاية جهدهم، لا يتركون شيئا من مفروضاتها ولا مسنوناتها، ويجتهدون في كمالاتها. انتهى. نظم الدرر: ١٣/١٠٩).
صمم
- الصمم: فقدان حاسة السمع، وبه يوصف من لا يصغي إلى الحق ولا يقبله. قال تعالى: ﴿صم بكم عمي﴾ [البقرة/١٨]، وقال: ﴿صما وعميانا﴾ [الفرقان /٧٣]، ﴿والأصم والبصير والسميع هل يستويان﴾ [هود/٢٤]، وقال: ﴿وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا﴾ [المائدة/ ٧١]، وشبه ما لا صوت له به، ولذلك قيل: صمت حصاة بدم (انظر الأمثال ص ٣٤٦، ومجمع الأمثال ١/٣٩٣، والمستقصى ٢/١٤٢)، أي: كثر الدم حتى لو ألقي فيه حصاة لم تسمع لها حركة، وضربة صماء. ومنه: الصمة للشجاع الذي يصم بالضربة، وصممت القارورة: شددت فاها تشبيها بالأصم الذي شد أذنه، وصمم في الأمر: مضى فيه غير مصغ إلى من يردعه، كأنه أصم، والصمان: أرض غليظة، واشتمال الصماء: ما لا يبدو منه شيء.
صمد