(هذا عجز بيت لزهير بن أبي سلمى، وصدره:
حتى إذا ما هوت كف الوليد لها
وهو في ديوانه ص ٥٠؛ وأساس البلاغة ص ١٤؛ والمجمل ١/١١٥؛ والغريبين ١/١٣١؛ ومثلث البطليوسي ٢/٣٠٦)
وأما البت فيقال في قطع الحبل والوصل، ويقال: طلقت المرأة بتة وبتلة (راجع اللسان (بتل) ١١/٤٢)، وبتت الحكم بينهما، وروي: (لا صيام لمن لم يبتت الصوم من الليل) (الحديث أخرجه الدارقطني ٢/١٧٢ بلفظ: (لم يبيت) وأخرجه أصحاب السنن وإسناده صحيح إلا أنهه اختلف في رفعه ووقفه، وصوب النسائي وقفه، وسيأتي الكلام عليه ثانية. انظر سنن النسائي ٤/١٩٦).
والبشك مثله، يقال في قطع الثوب، ويستعمل في الناقة السريعة، ناقة بشكى (انظر: المجمل ١/١٢٦)، وذلك لتشبيه يدها في السرعة بيد الناسجة في نحو قول الشاعر (البيت للمسيب بن علس شاعر جاهلي، وهو خال الأعشى والبيت من مفضليته التي مطلعها:
أرحلت من سلمى بغير متاع | قبل العطاس ورعتها بوداع |
*فعل السريعة بادرت جدادها**قبل المساء تهم بالإسراع*
بتر
- البتر يقارب ما تقدم، لكن يستعمل في قطع الذنب، ثم أجري قطع العقب مجراه.
فقيل: فلان أبتر: إذا لم يكن له عقب يخلفه، ورجل أبتر وأباتر: انقطع ذكره عن الخير ورجل أباتر: يقطع رحمه، وقيل على الطريق التشبيه: خطبة بتراء لما لم يذكر فيها اسم الله تعالى.
وذلك لقوله عليه السلام: (كل أمر لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر) (الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل كلام أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله عز وجل فهو أبتر، أو قال: أقطع) أخرجه أحمد في المسند ٢/٣٥٩. وابن ماجه ١/٦١٠، وحسنه النووي وابن الصلاح).