فإن الآية متضمنة للاعتقاد والأعمال الفرائض والنوافل. وبر الواليدن: التوسع في الإحسان إليهما، وضده العقوق، قال تعالى: ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم﴾ [الممتحنة/٨]، ويستعمل البر في الصدق لكونه بعض الخير المتوسع فيه، يقال: بر في قوله، وبر في يمينه، وقول الشاعر:
*أكون مكان البر منه*
(الشكر لخداش بن زهير وهو بتمامه:
*أكون مكان البر منه ودونه ** وأجعل مالي دونه وأوامره*
وهو في تاج العروس (بر) ؛ والمجمل ١/١١٢؛ واللسان (برر) ؛ وليس في شعره، وذكر جامع ديوانه بيتا له من نفس القافية والبحر؛ وهو في شمس العلوم ١/١٢٣)
قيل: أردا به الفؤاد، وليس كذلك، بل أراد ما تقدم، أي: يحبني محبة البر.
ويقال: بر أباه فهو بار وبر مثل: صائف وصيف، وطائف وطيف، وعلى ذلك قوله تعالى: ﴿وبرا بوالدتي﴾ [مريم/٣٢]. وبر في يمينه فهو بار، وأبررته، وبرت يميني، وحج مبرور أي: مقبول، وجمع البار: أبرار وبررة، قال تعالى: ﴿إن الأبرار لفي نعيم﴾ [الانفطار/١٣]، وقال: ﴿كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين﴾ [المطففين/١٨]، وقال في صفة الملائكة: ﴿كرام بررة﴾ [عبس/١٦].
فبررة خص بها الملائكة في القرآن من حيث إنه أبلغ من أبرار (راجع: الإتقان للسيوطي ١/٢٥٣؛ والبرهان للزركشي ٤/١٨)، فإنه جمع بر، وأبرار جمع بار، وبر أبلغ من بار، كما أن عدلا أبلغ من عادل.
والبر معروف، وتسميته بذلك لكونه أوسع ما يحتاج إليه في الغذاء، والبرير خص بثمر الأراك ونحوه، وقولهم: لا يعرف الهر من البر (انظر مجمع الأمثال ٢/٢٦٩)، من هذا. وقيل: هما حكايتا الصوت. والصحيح أن معناه لا يعرف من يبره ومن يسيء إليه.
والبربرة: كثرة الكلام، وذلك حكاية صوته.
برج