ويقال: برده أيضا، وقيل: قد جا أبرد؟؟، وليس بصحيح (قال ابن منظور: ولا يقال أبردته إلا في لغة رديئة)، ومنه البرادة لما يبرد الما، ويقال: برد كذا، إذا ثبت (انظر: الأفعال ٤/٧٩) ثبوت البرد، واختصاص للثبوت بالبرد كاختصاص الحرارة بالحر، فيقال: برد كذا، أي: ثبت، كما يقال: برد عليه دين. قال الشاعر:
*اليوم يوم بارد سمومه *
(هذا شطر بيت وعجزه
*من جزع اليوم فلا تلومه*
ولم ينسب، وهو في اللسان (برد) ؛ والمجمل ١/١٠٤؛ والأفعال ٤/٧٩؛ والجمهرة ١/٢٤٠؛ وتهذيب اللغة ١٣/١٠٥)
وقال الآخر:
*قد برد المو ** ت على مصطلاه أي برود*
(البيت تمامه:
*بارز ناجذاه قد برد المو ** ت على مصطلاه أي برود*
وهو لأبي زبيد الطائي في اللسان (برد) ؛ وديوانه ص ٥٩٤؛ وأمالي اليزيدي ص ٩؛ وتهذيب اللغة ١٤/١٠٥؛ والمعاني الكبير ٢/٨٥٩؛ ونظام الغريب ص ١٣)
أي: ثبت، يقال: لم يبرد بيدي شيء، أي: لم يثبت، وبرد الإنسان: مات.
وبرده: قتله، ومنه: السيوف البوادر، وذلك لما يعرض للميت من عدم الحرارة بفقدان الروح، أو لما يعرض له من السكون، وقولهم للنوم، برد، إما لما يعرض عليه من البرد في ظاهر جلده، أو لما يعرض له من السكون، وقد علم أن النوم من جنس الموت لقوله عز وجل: ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها﴾ [الزمر/٤٢]، وقال: ﴿لا يذقون فيها بردا ولا شرابا﴾ [النبأ/٢٤] أي: نوما.
وعيش بارد، أي طيب، اعتبارا بما يجد الإنسان في اللذة في الحر من البرد، أو بما يجد من السكون.


الصفحة التالية
Icon