والبطين: نجم هو بطن الحمل، والتبطن: دخول في باطن الأمر.
والظاهر والباطن في صفات الله تعالى: لا يقال إلا مزدوجين، كالأول والآخر (راجع: المقصد الأسنى ص ١٠٦)، فالظاهر قيل: إشارة إلى معرفتنا البديهية، فإن الفطرة تقتضي في كل ما نظر إليه الإنسان أنه تعالى موجود، كما قال: ﴿وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله﴾ [الزخرف/٨٤] ؛ ولذلك قال بعض الحكماء: مثل طالب معرفته مثل من طوف في الآفاق في طلب ما هو معه.
والباطن: إشارة إلى معرفته الحقيقية، وهي التي أشار إليها أبو بكر رضي الله عنه بقوله: يا من غاية معرفته القصور عن معرفته.
وقيل: ظاهر بآياته بذاته، وقيل: ظاهر بأنه محيط بالأشياء مدرك لها، باطن من أن يحاط به، كما قال عز وجل: ﴿لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار﴾ [الأنعام/١٠٣].
وقد روي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه ما دل على تفسير اللفظتين حيث قال: (تجلى لعباده من غير أن رأوه، وأراهم نفسه من غير أن تجلى لهم). ومعرفة ذلك تحتاج إلى فهم ثاقب وعقل وافر.
وقوله تعالى: ﴿وأسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة﴾ [لقمان/٢٠]. وقيل: الظاهرة بالنبوة الباطنة بالعقل، وقيل: الظاهرة: المحسوسات، والباطنة: المعقولات، وقيل: الظاهرة: النصرة على الأعداء بالناس، والباطنة: النصرة بالملائكة.
وكل ذلك يدخل في عموم الآية.
بطؤ
- البطء: تأخر الانبعاث في السير، يقال: بطؤ وتباطأ واستبطأ وأبطأ، فبطؤ إذا تخصص بالبطء، وتباطأ تحرى وتكلف ذلك، واستبطأ: طلبه، وأبطأ (وهذا بمعنى الصيرورة، حيث إن صيغة أفعل تأتي للتصيير والصيرورة، والأول من الفعل المتعدي والثاني من اللازم وفي هذا قال شيخنا:

فأول مثال ذي التعدي *** والثاني للزوم وفقا يبدي) :
أفعل للتصيير جا كأكفلا صيرورة كذاك مثل أبقلا
صار ذا بطء ويقال: بطأه وأبطأه، وقوله تعالى: ﴿وإن منكم لمن ليبطئن﴾ [النساء/٧٢] أي: يثبط غيره.


الصفحة التالية
Icon