وقوله: ﴿فآتهم عذابا ضعفا من النار﴾ [الأعراف/٣٨]، فإنهم سألوه أن يعذبهم عذابا بضلالهم، وعذابا بإضلالهم كما أشار إليه بقوله: ﴿ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم﴾ [النحل/٢٥]، وقوله: ﴿لكل ضعف ولكن لا تعلمون﴾ [الأعراف/٣٨]، أي: لكل منهم ضعف ما لكم من العذاب، وقيل: أي: لكل منهم ومنكم ضعف ما يرى الآخر، فإن من العذاب ظاهرا وباطنا، وكل يدرك من الآخر الظاهر دون الباطن فيقدر أن ليس له العذاب الباطن.
ضغث
- الضغث: قبضة ريحان، أو حشيش أو قضبان، وجمعه: أضغاث. قال تعالى: ﴿وخذ بيدك ضغثا﴾ [ص/٤٤]، وبه شبه الأحلام المختلطة التي لا يتبين حقائقها، ﴿قالوا أضغاث أحلام﴾ [يوسف/٤٤] : حزم أخلاط من الأحلام.
ضغن
- الضغن والضغن: الحقد الشديد، وجمعه: أضغان. قال تعالى: ﴿أن لن يخرج الله أضغانهم﴾ [محمد/٢٩]، وبه شبه الناقة، فقالوا: ذات ضغن (قال ابن فارس: ويقولون: ناقة ذات ضغن: عند نزاعها إلى وطنها)،
وقناة ضغنة: عوجاء والإضغان: الاشتمال بالثوب وبالسلاح ونحوهما.
ضل
- الضلال: العدول عن الطريق المستقيم، ويضاده الهداية، قال تعالى: ﴿فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها﴾ [الإسراء/١٥]، ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج، عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا (الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) أخرجه مالك في الموطأ ١/٣٤؛ وأحمد ٥/٢٨٠؛ والحاكم ١/١٣٠؛ والدرامي من طرق صحاح ١/١٦٨) وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجري مجرى المقرطس من المرمى، وما عداه من الجوانب كلها ضلال.


الصفحة التالية
Icon