وروي: (لا إغلال ولا إسلال) (شطر من حديث طويل في صلح الحديبية أخرجه الإمام أحمد عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم في مسنده ٤/٣٢٥؛ وأبو داود في كتاب الجهاد، باب: صلح العدو. انظر: سنن أبي داود رقم ٢٧٦٦؛ ومعالم السنن ٢/٣٣٦.
وقد تقدم الحديث في باب (سل) ) أي: لا خيانة ولا سرقة. وقوله عليه الصلاة والسلام: (ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن) (الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ أنه قال في حجة الوداع: (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه ليس بفقيه. ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعاءهم يحيط من ورائهم).
أخرجه البزار بإسناد حسن؛ وابن حبان في صحيحه من حديث زيد بن ثابت؛ والترمذي وقال: حديث حسن؛ وأحمد؛ وابن ماجه.
وقال الحافظ المنذري: وقد روي هذا الحديث أيضا عن ابن مسعود ومعاذ بن جبل والنعمان بن بشير وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وغيرهم، وبعض أسانيدهم صحيحة. انتهى. وصححه ابن العربي.
انظر: عارضة الأحوذي ١٠/١٢٤؛ ومسند أحمد ٤/٨١؛ والترغيب والترهيب ١/٢٣) أي: لا يضطغن. وروي: (لا يغل) أي: لا يصير ذا خيانة، وأغل الجازر والسالخ: إذا ترك في الإهاب من اللحم شيئا، وهو من الإغلال، أي: الخيانة، فكأنه خان في اللحم وتركه في الجلد الذي يحمله. والغلة والغليل: ما يتدرعه الإنسان في داخله من العطش، ومن شدة الوجد والغيظ. يقال: شفا فلان غليله، أي: غيظه. والغلة: ما يتناوله الإنسان من دخل أرضه، وقد غلب ضيعته. والمغلغلة: الرسالة التي تتغلغل بين القوم الذين تتغلغل نفوسهم، كما قال الشاعر:
* تغلغل حيث لم يبلغ شراب **ولا حزن ولم يبلغ سرور*
(البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أحد الفقهاء السبعة.
وهو في نوادر القالي ص ٢١٧؛ ووفيات الأعيان ٣/١١٦؛ وسمط اللآلئ ٢/٧٨١، وتقدم ص ٤٤٩)
غلب