الفتنة في كل مكان نحو قوله: ﴿والفتنة أشد من القتل﴾ [البقرة/١٩١]، ﴿إن الذين فتنوا المؤمنين﴾ [البروج/١٠]، ﴿ما أنتم عليه بفاتنين﴾ [الصافات/١٦٢]، أي: بمضلين، وقوله: ﴿بأيكم المفتون﴾ [القلم/٦].
قال الأخفش. المفتون: الفتنة، كقولك: ليس له معقول (أي: إن المفعول ههنا بمعنى المصدر، ومثله كما ذكر المؤلف: المعقول بمعنى العقل، والميسور بمعنى اليسر والمعسور بمعنى العسر، وأيضا: المحلوف بمعنى الحلف، والمجهود بمعنى الجهد.
وانظر في ذلك الصاحبي ص ٣٩٥)، وخذ ميسوره ودع معسوره، فتقديره بأيكم الفتون، وقال غيره: أيكم المفتون (هذا الذي نسبه المصنف لغير الأخفش قد قاله الأخفش في معاني القرآن ٢/٥٠٥؛ والقول الأول الذي نسبه [استدراك] للأخفش هو قول الفراء، فقد قال الفراء: المفتون ههنا بمعنى الجنون، وهو في مذهب الفتون، كما قالوا: ليس له معقول رأي. انظر: معاني القرآن ٣/١٧٣)، والباء زائدة كقوله: ﴿كفى بالله شهيدا﴾ [الفتح/٢٨]، وقوله: ﴿واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك﴾ [المائدة/٤٩]، فقد عدي ذلك ب (عن) تعدية خدعوك لما أشار بمعناه إليه.
فتى
- الفتى الطري من الشباب، والأنثى فتاة، والمصدر فتاء، ويكنى بهما عن العبد والأمة. قال تعالى: ﴿تراود فتاها عن نفسه﴾ [يوسف/٣٠]. والفتي من الإبل كالفتى من الناس، وجمع الفتى فتية وفتيان، وجمع الفتاة فتيات، وذلك قوله: ﴿من فتياتكم المؤمنات﴾ [النساء/٢٥]، أي: إمائكم، وقال: ﴿ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء﴾ [النور/٣٣]، أي: إماءكم. ﴿وقال لفتيانه﴾ [يوسف/٦٢]، أي: لمملوكيه وقال: ﴿إذ أوى الفتية إلى الكهف﴾ [الكهف/١٠]، ﴿إنهم فتية آمنوا بربهم﴾ [الكهف/١٣]. والفتيا والفتوى: الجواب عما يشكل من الأحكام، ويقال: استفتيته فأفتاني بكذا. قال: ﴿ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن﴾ [النساء/١٢٧]، ﴿فاستفتهم﴾ [الصافات/١١]، ﴿أفتوني في أمري﴾ [النمل/ ٣٢].
فتئ


الصفحة التالية
Icon