وفضل من حيث الذات، كفضل رجل على آخر. فالأولاد جوهريان لا سبيل للناقص فيهما أن يزيل نقصه وأن يستفيد الفضل، كالفرس والحمار لا يمكنهما أن يكتسبا الفضيلة التي خص بها الإنسان، والفضل الثالث قد يكون عرضيا فيوجد السبيل على اكتسابه، ومن هذا النوع التفضيل المذكور في قوله: ﴿والله فضل بعضكم على بعض في الرزق﴾ [النحل/٧١]، ﴿لتبتغوا فضلا من ربكم﴾ [الإسراء/١٢]، يعني: المال وما يكتسب، وقوله: ﴿الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض﴾ [النساء/٣٤]، فإنه يعني بما خص به الرجل من الفضيلة الذاتية له، والفضل الذي أعطيه من المكنة والمال والجاه والقوة، وقال: ﴿ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض﴾ [الإسراء/ ٥٥]، ﴿فضل الله المجاهدين على القاعدين﴾ [النساء/٩٥]، وكل عطية لا تلزم من يعطي يقال لها: فضل. نحو قوله: ﴿واسألوا الله من فضله﴾ [النساء/ ٣٢]، ﴿ذلك فضل الله﴾ [المائدة/٥٤]، ﴿ذو الفضل العظيم﴾ [آل عمران/٧٤]، وعلى هذا قوله: ﴿قل بفضل الله﴾ [يونس/٥٨]، ﴿ولولا فضل الله﴾ [النساء/٨٣].
فضا
- الفضاء: المكان الواسع، ومنه: أفضى بيده إلى كذا، وأفضى إلى امرأته: في الكناية أبلغ، وأقرب إلى التصريح من قولهم: خلا بها. قال تعالى: ﴿وقد أفضى بعضكم إلى بعض﴾ [النساء/٢١]. وقول الشاعر:
* *
طعامهم فوضى فضا في رحالهم
(هذا شطر بيت للمعذل البكري، وعجزه:
[ولا يحسنون السر إلا تناديا]
[استدراك] وهو في اللسان (فضا) ؛ وغريب الحديث للخطابي ٢/٥٣١ ولم ينسبه المحقق؛ وشرح الحماسة ٤/١٣٦)
أي: مباح، كأنه موضوع في فضاء يفيض فيه من يريده.
فطر


الصفحة التالية
Icon