ثم يستعمل الطباق في الشيء الذي يكون فوق الآخر تارة، وفيما يوافق غيره تارة، كسائر الأشياء الموضوعة لمعنيين، ثم يستعمل في أحدهما دون الآخر كالكأس والرواية ونحوهما. قال تعالى: ﴿الذي خلق سبع سموات طباقا﴾ [الملك/٣]، أي: بعضها فوق بعض، وقوله: ﴿لتركبن طبقا عن طبق﴾ [الانشقاق/١٩]، أي: يترقى منزلا عن منزل، وذلك إشارة إلى أحوال الإنسان من ترقيه في أحوال شتى في الدنيا، نحو ما أشار إليه بقوله: ﴿خلقكم من تراب ثم من نطفة﴾ [الروم/٢٠]، وأحوال شتى في الآخرة من النشور، والبعث، والحساب، وجواز الصراط إلى حين المستقر في أحدى الدارين. وقيل لكل جماعة متطابقة: هم في أم طبق (الطبق: الجماعة من الناس، والطبق: الجماعة من الناس يعدلون جماعة مثلهم. اللسان (طبق) )، وقيل: الناس طبقات، وطابقته على كذا، وتطابقوا وأطبقوا عليه، ومنه: جواب يطابق السؤال. والمطابقة في المشي كمشي المقيد، ويقال لما يوضع عليه الفواكه، ولما يوضع على رأس الشيء: طبق، ولكل فقرة من فقار الظهر: طبق لتطابقها، وطبقته بالسيف اعتبارا بمطابقة النعل، وطبق الليل والنهار: ساعاته المطابقة، وأطبقت عليه الباب ورجل عياياء طباقاء (انظر: المجمل ٢/٥٩٢) : لمن انغلق عليه الكلام، من قولهم: أطبقت الباب، وفحل طباقاء: انطبق عليه الضراب فعجز عنه، وعبر عن الداهية ببنت الطبق، وقولهم: وافق شن طبقة وهما قبيلتان (قال ابن الكلبي: طبقة: قبيلة من إياد كانت لا تطاق، فوقع بها شن بن أفصى بن عبد القيس فانتصف منها، وأصابت منه، فصار مثلا للمتفقين في الشدة وغيرها.
وقيل: شن: رجل من دهاة العرب، وطبقة: اسم امرأته. انظر: مجمع الأمثال ٢/٣٥٩؛ والأمثال ص ١٧٧).
طحا
- الطحو: كالدحو، وهو بسط الشيء والذهاب به. قال تعالى: ﴿والأرض وما طحاها﴾ [الشمس/٦]، قال الشاعر:
*طحا بك قلب في الحسان طروب*
(هذا شطر بيت، وعجزه:
*بعيد الشباب عصر حان مشيب*


الصفحة التالية
Icon