الرابع: في الترتيب الصناعي. نحو تعلم الهجاء قبل تعلم الخط، وقوله: ﴿ما آمنت قبلهم من قرية﴾ [الأنبياء/٦]، وقوله: ﴿قبل طلوع الشمس وقبل غروبها﴾ [طه/١٣٠]، ﴿قبل أن تقوم من مقامك﴾ [النمل/٣٩]، ﴿أوتوا الكتاب من قبل﴾ [الحديد/١٦]، فكل إشارة إلى التقدم الزماني. والقبل والدبر يكنى بهما عن السوأتين، والإقبال: التوجه نحو القبل، كالاستقبال. قال تعالى: ﴿فأقبل بعضهم﴾ [الصافات/٥٠]، ﴿وأقبلوا عليهم﴾ [يوسف/٧١]، ﴿فأقبلت امرأته﴾ [الذاريات/٢٩]، والقابل: الذي يستقبل الدلو من البئر فيأخذه، والقابلة: التي تقبل الولد عند الولادة، وقبلت عذره وتوبته وغيره، وتقبلته كذلك. قال: ﴿ولا يقبل منها عدل﴾ [البقرة/١٢٣]، ﴿وقابل التوب﴾ [غافر/٣]، ﴿وهو الذي يقبل التوبة عن عباده﴾ [الشورى/٢٥]. والتقبل: قبول الشيء على وجه يقتضي ثوابا كالهدية ونحوها. قال تعالى: ﴿أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا﴾ [الأحقاف/١٦]، وقوله: ﴿إنما يتقبل الله من المتقين﴾ [المائدة/٢٧]، تنبيه أن ليس كل عبادة متقبلة، بل إنما يتقبل إذا كان على وجه مخصوص. قال تعالى: ﴿إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني﴾ [آل عمران/٣٥]. وقيل للكفالة: قبالة فإن الكفالة هي أوكد تقبل، وقوله: ﴿فتقبل مني﴾ [آل عمران /٣٥]، فباعتبار معنى الكفالة، وسمي العهد المكتوبك قبالة، وقوله: ﴿فتقبلها﴾ [آل عمران/٣٧]، قيل: معناه قبلها، وقيل: معناه تكفل بها، ويقول الله تعالى: كلفتني أعظم كفالة في الحقيقة وإنما قيل: ﴿فتقبلها ربها بقبول﴾ [آل عمران/٣٧]، ولم يقل بتقبل للجمع بين الأمرين: التقبل الذي هو الترقي في القبول، والقبول الذي يقتضي الرضا والإثابة (انظر: البصائر ٤/٢٣٥). وقيل: القبول هو من قولهم: فلان عليه قبول: إذا أحبه من رآه، وقوله: ﴿كل شيء قبلا﴾ [الأنعام/١١] (هذه قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب وعاصم. انظر: الإتحاف ص ٢١٥) قيل: هو جمع قابل، ومعناه: مقابل لحواسهم،