انظر: تفسير القرطبي ٩/٣٠٥) أي: تقديرها. وقوله: ﴿وغدوا على حرد قادرين﴾ [القلم/٢٥]، قاصدين، أي: معينين لوقت قدروه، وكذلك قوله: ﴿فالتقى الماء على أمر قد قدر﴾ [القمر/١٢]، وقدرت عليه الشيء: ضيقته، كأنما جعلته بقدر بخلاف ما وصف بغير حساب. قال تعالى: ﴿ومن قدر عليه رزقه﴾ [الطلاق/٧]، أي: ضيق عليه، وقال: ﴿يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر﴾ [الروم/٣٧]، وقال: ﴿فظن أن لن نقدر عليه﴾ [الأنبياء /٨٧]، أي: لن نضيق عليه، وقرئ: (لن نقدر عليه) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس والزهري وعمر بن عبد العزيز. انظر: تفسير القرطبي ١١/٣٣٢)، ومن هذا المعنى اشتق الأقدر، أي: القصير العنق. وفرس أقدر: يضع حافر رجله موضع حافر يده، وقوله: ﴿وما قدروا الله حق قدره﴾ [الأنعام/٩١]، أي: ما عرفوا كنهه تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه، وهذا وصفه، وهو قوله: ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة﴾ [الزمر/٦٧]، وقوله: ﴿أن اعمل سابغات وقدر في السرد﴾ [سبأ/١١]، أي: أحكمه، وقوله: ﴿فإنا عليهم مقتدرون﴾ [الزخرف/٤٢]، ومقدار الشيء: للشيء المقدر له، وبه، وقتا كان أو زمانا أو غيرهما، قال: ﴿في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة﴾ [المعارج/٤]، وقوله: ﴿لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله﴾ [الحديد/٢٩]، فالكلام فيه مختص بالتأويل. والقدر: اسم لما يطبخ فيه اللحم، قال تعالى: ﴿وقدور راسيات﴾ [سبأ/١٣]، وقدرت اللحم: طبخته في القدر، والقدير: المطبوخ فيها، والقدار: الذي ينحر ويقدر، قال الشاعر:
*ضرب القدار نقيعة القدام*
(هذا عجز بيت، وشطره:
*إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم*
وهو لمهلهل. والبيت في الجمهرة ٢/٢٥٣؛ والمجمل ٣/٧٤٥؛ واللسان (قدر) ؛ وشرح الحماسة ٣/٣٦)
قدس